الحمد لله الذي هدانا لدين الحق واختاره لنا طريقا. والصلاة على الهادي البشير حبيبنا و قدوتنا ،محمد صلى الله عليه وسلم وبعد:
نعلم أن المرأة بفطرتها مخلوق يتوق لحب الزينة وجمال الشكل والمظهر قال الله تعالى (أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) فهي تهتم بزينتها ومظهرها وتحرص على متابعة الموضة، وهذا إن وافق الضوابط الشرعية فليس فيه حرج ،ولكن مما يحزن القلب أن يخرج ذلك عن حدود الانضباط الشرعي . ومما يؤسف له اليوم أن بعض فتياتنا المسلمات لم يعدن متقيدات بتعاليم الإسلام في موضوع الزينة واللباس، وأصبحت قضية التقليد للكافرات والفاسقات طريقًا سارت عليه تحت مسمى "الموضة"، ولقد ساعد على انتشار هذه الظاهرة بين المسلمات وخاصة الفتيات عوامل عديدة من أهمها وسائل الإعلام التي جعلت النساء يلهثن وراء الموضة بدون تعقل. وخاصة مواقع التواصل الحديثة مثل الإنستجرام وما تفعله من خلخلة لقيم المجتمع .
هناك جزء من المسئولية يقع على التجار وأصحاب المحلات في إدخال أزياء الموضة الغربية إلى بلاد المسلمين. وعدم الإحساس بدورهم نحو الأمة لأنهم يسعون للربح الفاحش مهما كانت النتائج .
أيضاً الترف والبذخ الذي تعيشه بعض المجتمعات، وسذاجة عقول بعض النساء اللواتي لا يهمهن إلا اسم (الماركة). حتى أصبح المقياس لشخصية المرأة يقاس بمستوى الماركات التي تلبسها ولا حول ولا قوة إلا بالله .
كما تلعب التنشئة الاجتماعية دورًا مهمًّا في بلورة شخصية الفتاة واختياراتها واتجاهاتها، لذلك يكون الدور الأكبر على الوالدين في خلق القناعات لدى الفتيات بعدم مناسبة الكثير من تلك الموضة لنا كمسلمين . وعلى كل أم تستشعر دورها وأنها مسؤولة أمام الله أن تناصح وتفهم ابنتها أننا نعيش حياتنا لغرض وهدف وغاية ألا وهي العبودية لله تعالى، وكل ما يصب في هذا الهدف مما شرعه الله هو طاعة، فالمأكل الحلال طاعة، والملبس الجميل المتناسق في ألوانه وشكله طاعة، إذا ما خلا من المخالفات الشرعية، وتوافرت له النية الصالحة. والحديث في هذا الجانب يحتاج إلى دراسات موسعة ومستفيضة،وفي هذا المقال تطرقت لجوانب يسيرة فقط وإلا فموضوع الموضة في هذا الزمن يحتاج وقفة جادة من كل مهتم بهذا الشأن .نسأل الله أن يهدي نساء الأمة ليكن جبل شامخا في وجه التغريب ،ومنافحات عن هذا الدين .