وطن جعله الله مهد النبوة ، وطن دعا إبراهيم عليه السلام في بقعة منه أن يجعلها الله ملاذاً وأماناً تهوي إليه الأنفس .لم تكن الصفوة مصادفة بل إن الله سابق علمه يعلم أنها أفضل الأماكن على سطح الأرض لذا اصطفى الله من خلقه من هم أكفاء لها عدلاً وبذلاً ..
أرض يشتاق لها القاصي والداني حتى باتت مأوى الأفئدة .
تتهافت إليها النفوس ، حباها الله أمناً وأماناً ، أغدق الله عليها الخيرات من كل مكان بركةً لدعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام : ( وارزق أهله من الثمرات ) ،فباتت مطمعاً من الحاقدين من عصر الجاهلية عندما أراد أبرهة هدم الكعبة ثم توالت الأحقاد وامتدت إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فقد تعرض ﻷربع محاولات لنبشه ؛ اثنتان على يد النصارى ، والثالثة والرابعة باء بإثمهما الحاكم الزنديق العبيدي منصور بن نزار الإسماعيلي مدعي الربوبية .
واستمرت الأحقاد إلى سرقة الحجر الأسود على يد القرامطة عام ٣١٩ للهجرة وبقي عندهم إحدى وعشرين سنة ،ثم أعادوه بعد ذلك ..
وما زالت إلى عصرنا الحالي إلا أن سياستها تغيرت فقط من الفعل المباشر إلى غير المباشر عن طريق الحروب الباردة والنفسية والطائفية و... و ... و... .. تعددت الحروب والهدف واحد هو : زعزعة الأمن والأمان والسيطرة على الحرمين الشريفين ،
تأملوا السجل التاريخي في الاعتداءات على وطني ستجدونه حافلا بالهجمات والاعتداءات بشتى أنواعها ومع ذلك بقي شامخا آمناً بفضل الله ثم بفضل جهود قادتها .
من منّا لا يذكر :
حادثة الحرم المكي والتي بدأت أحداثها فجر يوم 1 محرم 1400 للهجرة ، والموافق 20 نوفمبر 1979، حين استولى أكثر من 200 مسلح على الحرم المكي وهو من مقدسات المسلمين ، مدعين ظهور المهدي المنتظر، وذلك إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله ، هزت العملية العالم الإسلامي برمته ، فمن حيث موعدها فقد وقعت مع فجر أول يوم في القرن الهجري الجديد، ومن حيث عنفها فقد تسببت بسفك الدماء في باحة الحرم المكي، وأودت بحياة بعض رجال الأمن والكثير من المصلين داخل الحرم .
حركت الحادثة بسرعة مشاعر الكثير من المسلمين وجميع المسلمين شجبوها ..
ولا ننسى ماحدث في حج عام 1407 ، والموافق 31 يوليو 1987عندما قام بعض (الإيرانيين) بمظاهرات حاشدة ثم استخدموا السكاكين والسواطير وذبحوا الحجاج وبعض رجال الأمن حول الحرم أثناء موسم الحج أدّت إلى مقتل 402 شخصاً .
عندما نتأمل ذلك نجد أن الأيادي المجوسية حاضرة حتى في آخر أحداث حج هذا العام 2015 ، ونجد أصابع الاتهام تتوجه نحو إيران عندما تعمدت الارتداد العكسي الذي نتج عنه تزاحم وتدافع الحجيج والذي أودى بحياة الكثير منهم ، ثم تأتي إيران وتصرح : بأن السعودية عاجزة عن حماية الحجاج !!
مطبلةً بذلك التصريح لترقص عليه دول لا فرق بينها في المطامع والنهايات ..رغم الآلام ورغم الاعتداءات التي تواجهها يامنبع الرسالة إلا أنك ما تزال شامخاً قادراً على مواجهتها بكل حزم وصرامة .
يا وطني :
تلك الأحداث كلها لم تهزك فأنت تعلم جيداً هدف الحاقدين فستواجههم وستلجم أفواههم .
فليس سواك - بعد الله تعالى - قادراً على استقبال وحماية ملايين الحجاج والمعتمرين كل عام
فسواك لا يمتلك الأمان والأمانة .
ايران تسمم زائريها وتركيا تعتدي على سوّاحها ..أيعقل أن تحميا ملايين البشر .
عذرا ففاقد الشيء لا يعطيه !!
ليس لها إلا أنت يا بلدي السعودية ..
دمت يا وطني ودام عزّك ..
دمت ودام مجدك إلى قيام الساعة بإذن الله تعالى ..