لقد اهتم الإسلام بجانب القدوة اهتماماً كبيراً فبين أثرها إذا كان إيجابا أو سلبا على المجتمع والأمة ؛ حيث أمر بإتباع الرسل الكرام والاقتداء بهم فقال تعالى : أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ.
وأرسل الله محمداً صلى الله عليه وسلم قدوة للناس يترجم الشريعة إلى واقع الحياة ، فيرى الناس في سلوكه وتصرفاته أوامر القرآن ونواهيه ، فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول عنه : ( كان خلقه القرآن ) ، فكأنها بوصفها هذا جعلت من الرسول القدوة صلى الله عليه وسلم قرآناً متحركاً يراه الناس ويلمسونه من خلال تمثله في سلوكه وكل تصرفاته لدقة وقوة تمسكه وتطبيقه لما جاء في القرآن الكريم ، مما سهّل عليهم الاقتداء والمتابعة له .
وتكمن أهمية القدوة للداعي خلال الآتي :
- إن القدوة تثير في نفوس الآخرين الإعجاب والمحبة التي تتهيج معها دوافع التنافس المحمود فيتولد لديهم حوافز قوية لأن يتمثلوا أخلاق وأفعال قدوتهم الداعية .
- القدوة المتحلية بالقيم والمثل العليا الحميدة تعطي للناس قناعة بأن بلوغ هذا المستوى الرفيع من الأمور الممكنة وأنها في متناول قدرات الإنسان وطاقاته .
- إن ترجمة علم الدعوة إلى واقع عملي يفهمه الجميع ، يُسهّل في إيصال المعاني الأخلاقية ويحدث التغيير المنشود إلى الأفضل وفق ما شرع الله .
- الحاجة إلى داعية قدوة يدعو الناس بأفعاله لا بأقواله ، قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ .
- بالقدوة يكون الداعية قد ساهم في رقي وإصلاح المجتمع الإنساني علمياً وخلقياً وأدبياً وصحياً واجتماعياً لأن أثر المحتسب الصالح يظهر على نفوس المدعوين فيغرس فيهم الفضائل والأخلاق الحسنة وما يراه خيراً للأمة والدين .