الحمد لله الحكم العدل اللطيف الخبير، أحمده سبحانه وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الخلق والأمر والتدبير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أكرمَ رسولٍ وخيرَ بشير، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد:
أحبتي في الله ..
اعلموا أن دينُ الإسلامِ دينٌ عظيمٌ كريم، يدعوا إلى مكارمِ الأخلاقِ ، ويدعوا إلى الآدابِ الساميةِ والأخلاقِ الفاضلة ، فمن ذلك: آداب المسلم وحُقُوقَهُ، آدابٌ يجبُ على المسلمِ أن يتأدبَ بها، وحقوقٌ يجب عليهِ أن يؤديها لأخيهِ المسلمُ ، وهو يعتقدُ أنها عبادةٌ للهِ ، وقربةٌ يتقربُ بها إليهِ سبحانهُ وتعالى ، لأن فعلها طاعةٌ للهِ تعالى وطاعةٌ لرسولهِ صلى الله عليه وسلم. فمن هذه الآدابِ والحقوق: (أن يُسَلِّمَ عليه إذا لَقِيَهُ قبل أن يكلمه) لقوله صلى الله عليه وسلم: «وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ». وقوله : «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلاَّ غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا». ومن حقوق المسلم : (أن يشمته إذا عطس)
بأن يقولُ له إذا حمدَ الله تعالى: يرحمُك اللهُ ،ويردُ العاطسُ عليهِ قائلاً : يَهدِيكُمُ الله ويصلح بالكم ،وقال أبو هريرة: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم «إِذَا عَطَسَ وَضَعَ يَدَهُ أَوْ ثَوْبَهُ عَلَى فِيهِ وَخَفَضَ أَوْ غَضَّ بِهَا صَوْتَهُ». ومن حقوق المسلم: (أن يَعُودَهُ إذا مرضَ ويدعوَ له بالشفاء). ومن حقوق المسلم: (أن يشهد جنازتهُ إذا مات ). ومن حقوق المسلم: (أن يبرَّ قسمهُ إذا أقسمَ عليهِ وكان لا محذور فيه) لقوله صلى الله عليه وسلم: «حق المسلم على المسلم خمسٌ ، ردُ السلامِ وعيادةُ المريضِ واتباعُ الجنائزِ وإجابةُ الدعوةِ وتشميتُ العاطسِ». ولقول البراء: «أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعِ الْجَنَازَةِ وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ وَإِجَابَةِ الدَّاعِي وَإِفْشَاءِ السَّلاَمِ». ومن حقوق المسلم: (أن ينصَحُهُ إذا استنصَحَهُ في شيءٍ من الأشياءِ أو أمرٍ من الأمور) بمعنى أنه يبينُ له ما يراهُ من الخيرِ في الشيء لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا استنصحَ أحدَكم أخاهُ فلينصَحْ له». ومن حقوق المسلم: (أن يحب له ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه) لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» ويكره له ما يكره لنفسه».ومن حقوق المسلم: (أن ينصرُهُ ولا يخذُلُهُ في أي موطنٍ احتاجَ فيه إلى نَصرِه وتأييدِه إن كان محقاً) لقوله صلى الله عليه وسلم: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا». ومن حقوق المسلم: (أن لا يمسه بسوء أو يناله بمكروه) وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ». ومن حقوق المسلم: (أن يتواضع له ولا يتكبر عليه وأن لا يقيمه من مجلسه المباحِ ليجلس فيه) لقوله صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَىَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لاَ يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ».
ولقوله: «لاَ يُقِيمَنَّ أَحَدُكُمُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ» ولكن وسِّعوا وتفسحوا.ومن حقوق المسلم على أخيه المسلم : (أن لا يهجُرُهُ أكثرَ من ثلاثةِ أيامٍ بغيرِ حق) لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ».
فاتقوا الله عباد الله: واعملوا بكتاب ربكم وسنة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ،،،
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ*وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
معيض الربيعي
حقوق المسلم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/215692/