لقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم النصيحة مساوية للدين كله في مقاصدها وفضلها وفعالية آثارها في صيانة الدين والدنيا معا ، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة قالوا :لمن يا رسول الله ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" .
تتضح أهمية النصيحة في عدة جوانب منها :
- توجيه الشارع إلى أن النصيحة واجبة "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم" ، كما أوضح النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن قوله : " الدين النصيحة " لمن هذه النصيحة؟ فأجاب بالسابق.
- تنوع مصطلحات النصح في هذا التراث الإسلامي ، فمرة هو أمر بمعروف ونهي عن منكر، ومرة نصح، ومرة توجيه وإرشاد، فضلا عن حضوره في مصطلحات أخرى كالاحتساب والدعوة والرفق والإحسان إلى المخالف والستر... إلخ.
- بلاغة النبي في حصر الدين في النصيحة، حيث سمى ذلك كله دينا، فإن النصح لله يقتضي القيام بأداء واجباته على أكمل وجوهها، وهو مقام الإحسان، فلا يكمل النصح لله بدون ذلك، ولا يتأتى ذلك بدون كمال المحبة الواجبة والمستحبة ) .
- 4. النصيحة دعامة من دعامات الإسلام ، قال تعالى : ... وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً... .
- في النصيحة إحياء لشّعيرة مفروضة على المسلمين ؛ ألا وهي شعيرةِ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر في واقع حياتهم وبيان حجّة أهل السنّة والجماعة وجهادهم لنصرة الحقّ بالقلم واللّسان .
- إن في النصيحة أداء لحقوق المسلم على المسلم لحديث : " بايَعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم على إقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والنصحِ لكلِّ مسلمٍ ".
- إن النصيحة أحد مميزات المجتمع الإسلامي قال تعالى : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ.