المسلم ذو أخلاق يحتاج الى كتاب يؤلّف عن حياتهِ لما فيه من أخلاق تتعجّب أنّها موجودة عند بعض النّاس ، فهم عملة نادرة وأشخاص من المستحيل أن تجدهم بسهولة ويستطيع الإنسان أن يميّزهُ بالأخلاق الحميدة التي لديهِ عندما يتعامل معهُ فهم بشر مثلنا مثلهم ولكن بأخلاق الملائكة يمشون على الأرض ويتميّزون بالإحسان ، فما هو الإحسان ؟ الإحسان: بشكل عام هو أن يتقن الإنسان العمل على أكمل وجه ، فإذا كان هذا العمل للناس وجب عليهِ الإتقانُ فيه دون غش أو خداع . الإحسان في الإسلام : هذه الكلمة موجودة أصلاً في دين الإسلام على وجه الأخص ، ومرتبة الإحسان عند الله فوق الإسلام والإيمان ، فهو بمعنى أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك فهي من أعظم الأمور التي يفعله المؤمن بحق الله عزّ وجل ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلّم عن الإحسان (أن تعبد الله كأنّكَ تراه فإن لم تكن تراه فإنّهُ يراك ) رواه مسلم . قد أنزلَ الله عزّ وجل العبادات والنواهي على المسلمين ووضع الله خط مستقيم ليمشو عليه النّاس ليفوزو بالجنّة حتّى يستطيع المسلم أن يمش على هذا الصراط ويبتعد عن كل ما يؤدّي الى وقوعهِ والإنحراف عنهُ ، فالكثير منّا يفعل الخيرات والطاعات وهناك أشياء جميلة داخل كل شخص منّا ، ولكن الأجمل من كل هذا الشخص الذي يخاف ربّهُ في الخلاء ولا يعصيهِ ويستشعر بوجود الله تعالى بمراقبتهِ في كل فعل ، والذين يصلّون الليل ويقيمونهُ والنّاس نيام وتبكي عينيهِ في الليل ويخاف من عذاب الله ويطلب رضاهُ ، هؤلاء هم أصحاب الفردوس الأعلى ، وقد ذكرهم الله في منازل كثيرة في القرآن فهم الصالحين من النّاس ، لأنّهم يشعرون بمراقبة الله عزّ وجل في كل أمور حياتهم وعملهم وتعاملهم مع النّاس . جوانب الإحسان: الإحسان في الطاعات : أن يفعل جميع الفروض التي فرضها الله عزّ وجل بكامل شروطها ولا يفعلها بتكلّف ولا مجرّد الاستراحة بها بل العكس يفعلها ليجد الراحةُ فيها لأنّ الله مطّلع على قلب الإنسان فلا يجوز خداع النفس بأنّ الله لا يرا ما في القلوب ، ف القرب الى الله درجات وأعظمهم المحسنين . الإحسان في المعاملات : وهو أن تكون معاملاتك مع النّاس مبنيّة على حسن النيّة وصدق الضمير وحسن الخلق ومخافة الله عزّ وجل بالتعامل مع النّاس ليس لإرضاء النّاس وإنّما لإرضاء الكريم عزّ وجل . الإحسان الى المقرّبين : لا يجب على الإنسان أن يسيء أو يخون الإنسان الذي يعيش معهُ طوال العمر ، فمن أكثر الأمور التي أكرهها هي الخيانة لأنّها تجرّد الإنسان من المشاعر الإنسانيّة فالشخص الذي تختارهُ لتعيش بقيّة حياتكَ معهُ هو أحقُّ النّاسِ بأن أهتمّ بهِ ولا أخونهُ ولو بكلمة كاذبة ، ولا يفعلها إلاّ من يخاف الله وحسابهِ .