الدعوة عبادة يتقرب بها العبد إلى الله لا يعملها المسلم لهوى في نفسه أو رغبة في العلو في الأرض ولكن يندفع إليها وينقاد امتثالا لقوله تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) وقوله عز وجل ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) وطمعا في ثواب الله عز وجل ( لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خيرا لك من حمر النعم ) وفي الحديث ( إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها والحيتان في البحر يصلون على معلم الناس الخير ) وقال صلى الله عليه وسلم ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لاينقص من أجورهم شيئا )ويجب على الداعية إلى الله أن تكون أعماله الدعوية منبثقة من شعور غامر بالشفقة والرحمة على عباد الله أجمعين قال تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وقال تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ قلب لانفضو من حولك )
ويجب على الداعية تحديد أهدافه الكبرى من دعوته التي يسعى لتحقيقها لتكون نصب عينيه ثم يحدد أهدافا جزئية يسعى لتحقيقها وبها يصل إلى غاياته الكبرى .
ومن أهداف الدعوة إلى الله كما ورد في النصوص الشرعية من الكتاب والسنة :
1 – تحقيق رضا الله سبحانه وتعالى، لقوله تعالى:( يوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً*وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً )
2 – نشر الإسلام في الأرض، لقوله تعالى: ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ).
3 – تصحيح العقيدة عند الناس، لأنه الأصل الذي إذا صلح، صلح سائر الأعمال وإذا فسد، فسد سائر الأعمال، وقد كان من أول أهداف دعوة الرسل جميعًا عليهم السلام تصحيح العقيدة، لقوله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا حين بعثه إلى اليمن أن يدعو الناس إلى توحيد الله تعالى قبل دعوتهم إلى أي شيء آخر فقال: «إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله»(1) .
4 – القيام بالفروض والعبادات المتمثلة في أركان الإسلام، وتصحيح ما يشوبها أحيانًا من البدع والزيادات، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الهدف تاليًا للعقيدة في وصيته لمعاذ حين بعثه إلى اليمن .
5 – تصحيح السلوك والأخلاق، لقوله تعالى:(لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)
6 – القيام بمهمة البلاغ: وهو إيصال دعوة الله إلى الناس بالحجة والبيان، لقوله تعالى: ( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ)
وخلاصة الكلام في أهداف الدعوة أنها: نقل العباد من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد)
ويجب علينا أن نعي تماما أن الأمة كلها يقع عليها عبء الدعوة إلى الله فلا ينبغي أن يتخلف أحد من المسلمين عن هذا قال الله تعالى ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)
ونحن في هذه الأرض ما خلقنا إلا لعمارتها بتوحيد العبادة لله وحده والدعوة إلى كل خير فيها حتى نصل إلى المجتمع الإسلامي المنشود.