اتصف الرب تبارك وتعالي بصفات تدل على كرمه وعظيم عطائه فوصف نفسه بالكريم والوهاب والمعطي وحث عباده علي العطاء والكرم والبذل والسخاء في سبيله علانيتاً سراَ فقال تعالى {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }
ووعد من تصدق بالخلف والزيادة فقال تعالى {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } فرب يضاعف الصدقات ويربيها ومن عظيم امرها ان جعلها بوابه البر {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ } وهي سبب في محبه الرب لعباده قال تعالى {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } وهي سبب في تزكية وتطهير المسلم قال تعالي {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
وقد منّ الله على اقوام فبسط رزقهم واسخى نفوسهم وجعلهم اصحاب ايادي بيضاء تمسح دمعة يتيم وتسد جوعة فقير وتكسو عاري وتعين كاهل وجعل على راسهم وذروة سنامهم من له اليد الطولاء بالعطاء اكرم البشر واسرعهم إنفاقا وخيرا من تصدق وقد كان يقول صلى الله عليه وسلم (لو كان لي مثل أحد ذهبا لسرني أن لا يمر علي ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين . رواه البخاري .
وقد كان يحث اصحابه عليها ويذكر فضلها واجرها ومما ذكره قوله صلى الله عليه وسلم (إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء) وانها و جنة من النار . عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة) رواه البخاري ومسلم. فحري بالعبد بعد ان عرف فضل الصدقة وعظيم اجرها وانها عند الله محبوبه ان يكون من اهلها وليس شرط ان يكون غنيا فليست العبرة بكثره الصدقة .قال الرسول [سَبقَ دِرهَمٌ مائةَ ألفِ دِرهَم]، قيلَ وكيفَ ذلكَ يا رسولَ اللهِ؟ فقال [رَجلٌ لهُ دِرهمَانِ] أي لا يملِكُ غَيرَهُما [فتَصدّقَ بأَحدِهمَا ورَجُلٌ تَصدَّقَ بمائةِ أَلفٍ مِن عُرضِ مَالِهِ]
فأجر الصدقة مدخورا عند الله يجده العبد موفورا .والعبد في ظل صدقته يوم القيامة