بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا... الحمد لله على نعمه وعطائه والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
لا شك أن للمرأة دورا هاما في إصلاح المجتمع وتوجيهه، ولذا فإن الإسلام أكد على أهمية إصلاح المرأة وتأهيلها لهذا الدور العظيم ، وذلك في عدة نصوص مثل قوله صلى الله عليه وسلم" النساء شقائق الرجال" وغير ذلك من النصوص التي تبين أن للمرأة دورا في المجتمع لا بد أن تؤديه وتحرص عليه...
والدعوة إلى الله جل وعلا من أعظم الأمور التي يجب على المرأة العناية بها ورعايتها، خاصة في هذا العصر الذي طغت فيه الفتن وتجاوزت الحد وابتعد كثير من الناس عن الدين الصحيح وانفتحوا على الغرب بما فيه من انحرافات وفساد في العقيدة والأخلاق والقيم وغيرها..
مجال الدعوة بالنسبة لها رحب وواسع ذلك أن تواجدها مع بنات جنسها واختلاطها بهن بشكل مباشر لا شك أنه يسهل عملية الدعوة ويضفي عليها نوعا من المحبة والإخاء ، ولذا كان ضروريا على المرأة المسلمة أن لا تحتقر نفسها ولا تضيع مثل هذه الفرص .
ومن الوسائل المناسبة التي يجب أن تسلكها المرأة الداعية إلى الله ما يلي :
- التأثير في من حولها من خلال تعاملها وابتسامتها وسمتها تستطيع أن تترك أثرا عظيما في نفوس من حولها بهذه الصفات.
- الاهتمام بالأنشطة والمسابقات التي تستهدف الدعوة إلى الله وعرضها أثناء اجتماع الأقارب والأصدقاء وتكون متنوعة وجاذبة.
- كتابة بعض النصائح والرسائل التوجيهية سواء للبنات المقصرات في نصحهن وتوجيههن أو للبنات الصالحات في حثهن للقيام بواجبهن.
- المشاركة في المواقع الإلكترونية والمنتديات وتقديم النصح من خلالها .
ـ تقديم النصح في وسائل التواصل الاجتماعي ( الواتس أب ،التويتر ، الفيس بوك ، الأنستغرام وغيرها) بطرق جاذبة وسلسة.
ـ البساطة في الدعوة وعدم التكلف..
ـ توجيه النصح بطريقة غير مباشرة كأن تقول إذا رأت احداهن تلبس القصير لباسك جميل ويزداد جماله لو جعلتيه طويلا
ـ استخدام القصة وضرب الأمثلة ..ويؤكد الشيخ محمد الدويش على ضرورة استخدام القصة في الدعوة إلى الله فإن هذا من أساليب القرآن في الدعوة، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم اعتنى بشأن القصص لما لها من تأثير ووقع في نفوس الناس.
وللداعية صفات يجب أن تتحلى بها :
- اليقين الخالص والإيمان الصافي الذي لا تشوبه شائبة ، والتعلق بالله والتوكل عليه سبحانه وتعالى ،تخشاه في السر والعلن ، وتقدم أوامره ونواهيه على هوى النفس وتقلبات القلب ، فإنها إذا عرفت لمن تعمل وتدعو كان ذلك أبلغ لرسالتها وأجدى لدعوتها
- الإخلاص فما ارتفع عمل إلى السماء أعظم من الإخلاص .
- العلم الشرعي ،أن تعلم ما تدعو إليه.
- القدوة الحسنة: ينبغي أن تكون الداعية داعية بفعلها قبل قولها، فإن الناس ينظرون إلى فعلها قبل قولها.
- الحكمة: لابد من الحكمة في الدعوة، وتتجلى فيما يلي:
أ- استخدام الأسلوب المناسب: هل هذا ينفع معها الترغيب أو الترهيب، أو القصة، أو الكلمة القصيرة أو الرسالة ونحو ذلك.
ب- استخدام المكان المناسب: هل المناسب دعوتها في الفصل أو قاعة الدراسة، أو في منزلي بعد أن أدعوها إليه أو في منزلها وهكذا.
ج - استخدام الوقت المناسب: هل دعوتها في هذه اللحظة مناسب أو لا
- د- التدرج وعدم الاستعجال.
- الإبتعاد عن الصغائر والكبائر من الذنوب، وكل عمل يقدح في دينها، ويغضب الله ، ويخالف سنة نبيه عليه الصلاة والسلام مثل الغيبة، والنميمة ،والحسد ، وأن لا يدخلها العجب لكونها داعية ، فتلك منّة امتنها الله عليها، ونعمة تفضل بها سبحانه وتعالى .
- الصبر والتضحية من أجل الدعوة إلى الله ،
- مراعاة أحوال المدعوين وتباين مستوياتهم العلمية ،و الثقافية ،و الاجتماعية ، وحتى العمرية؛ فالداعية الناجحة تخاطب الناس على قدر عقولهم ، وبما يعقلون .
- الصحبة الطيبة ، والبيئة الدينية والشرعية التي تستمد منها الداعية العزم للسير في طريق الدعوة ، فما أروع أن يكون لها أخوات يعِنَّها على الخير، ويشحذن همتها ، يتعاونّ على البر والتقوى ، يناقشن هموم الدعوة ، ويتبادلن الخبرات، والتجارب، والعبر، والعظات في هذا المجال.
- تنظر في عيوبها وتغض البصر عن عيوب الآخرين ، وتعمل على إصلاح ذاتها ، وأخلاقها ،وتعاملاتها ، وتنظر للعصاة، أو المفرطين بعين الشفقة والرحمة فهم أولى بها ، كما كانت شفقة الرسول صلى الله عليه وسلم ورحمته للناس أجمعين.
- الاهتمام بالمظهر الحسن لأن المظهر له أثر في نفوس المدعوات وعدم المبالغة في الزينة.
- احتساب الاجر في كل عمل تقوم به الداعية وبإذن الله سترى حصاد مازرعته.
وأخيرا الدعوة إلى الله من أهم الأعمال وأجلها وأرفعها عند الله وأسأل الله لي ولغيري الإخلاص والقبول في العمل وأن نكون من الدعاة التقاة الصالحين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..