قال لصاحبه وهو يحاوره :
حين يستريح قلبك للعطاء من أجل الله عز وجل ،فسرعان ما تتوالد فيه مسراته، فإن للعطاء لذة خاصة، تفوق لذة الآخذ بما أخذ ..! ومن هنا كان الكرماء-ولا يزالون- يهتزون للعطاء اهتزاز الوردة لقطرات الندى تتفتح بها، وتنتشي معها .. وإنك لواجد هذه النكهة المتميزة من السعادة التي لا يذوقها إلا أصحابها، وغيرهم محجوب عنها حتى يكون منهم وفيهم ..وروعة هذه اللذة تتجلى لك إذا استشعرت رضا الله عنك وحبه لك ، ومباهاته بك في الملأ الأعلى، ومع هذا كله:إعداده لك بيده سبحانه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .. إنك لو تخايلت هذه الثمرات ومررتها على قلبك ، فلا بد أن تجد نفسك تشتاق لمزيد من العطاء ،ذلك لأنها كنوز ربانية لا تقدّر بثمن، وهي تجارة مضمونة، وأرباحها مضاعفة وأكيدة ..ولكن أكثر الناس عن هذه التجارة غافلون، وهم في غيهم سادرون.
إن قوافل النور لا تزال تسافر كل حين ، لتوصيل عطاء المحسن إلى اليد التي تحتاجها، فلماذا لا تكون أحد المساهمين في حملة إنقاذ مسلم من براثن القهر والقتل ،و الجوع والفقر والمرض، ومن القوى التي تتكالب عليه لكي تسلبه دينه ابتداءً وأرضه انتهاءً ..؟!
من يدري لعل دراهمك في هذا الميدان هي خير عمل تَقْدُمُ به على الله سبحانه ..
فهو الذي قال في هذه الآية العجيبة التي تدفع الإنسان العاقل دفعاً إلى البذل بسخاء :
(من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسنا فيضاعفه له وله أجرٌ كريم)
لاحظ كلمة(يقرض) مع أن المال ماله هو سبحانه ..!ويقرض من ؟؟ (الله) .. فهو قرض مضمون الأداء ..وليس هذا فحسب بل (يضاعفه له) .. أضعافاً كثيرة فتأمل كيف يدعو الله عباده للإنفاق .. سبحانه ماأعظمه ..
معيض الربيعي
وفي العطاء متعة.
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/214700/