مراحل ثلاثة مرت بها عملية الاشراف التربوي (تفتيش – توجيه – إشراف) دون معرفة سبب التغيير، إذ يبدو أن الذي تغير في الوقت الراهن هو الاسم دون المسمى.
طبيعة عمل المشرف التربوي حالياً ترتكز على عملية التفتيش من خلال الزيارات الميدانية للمدارس- والاطمئنان إلى أن المعلم قد "حضر" في الموعد المحدد.. و"أحضر" سجل تحضير الدروس... وأعدَّ أوراقه... و ملأ سجلات طلابه... فوجود الملفات والسجلات وأوراق العمل - هو ما يشغل ذهن المشرف التربوي عند الزيارة.
هل تحول عمل المعلم إلى موظف ارشيف لجمع وتنظيم وترتيب السجلات؟.
المشرف التربوي عادةً ..لا يجد ما يقدمه للمعلم في معظم زياراته باعتبار أن كثير من المعلمين لديه من الخدمات التعليمية، والخبرات التربوية، والمؤهلات الدراسية ما يتفوق به على المشرف التربوي أحياناً.
أضحت الوسيلة التعليمية المستخدمة وطريقة التدريس المعتمدة هي ما يعني المشرف التربوي حالياً، وليس المخرجات التي هي الناتج النهائي من العملية التعليمية.
بعد أن ينتهي دور مدير المدرسة (الرقيب) من زيارة المعلم .. يأتي دور المشرف التربوي (العتيد) الذي يدلف مسرعاً إلى قاعة الدرس بصحبة الرقيب ومعه عدته وعتاده يرصد حركات المعلم وسكناته!
يا ترى بماذا يهمس الطالب في أذن زميله الذي يجلس إلى جواره؟.
يتساءل الطالب! ما الذي أتى بالمشرف لزيارة الصف؟
يجيبه الطالب الآخر ... يفتش على المعلم!
ينتهي المعلم من درسه ويقرع الجرس إيذاناً بانتهاء الحصة ... يبحث العتيد عن قاعة فارغة ليتفرغ للمعلم متسائلاً عن ( ماذا ...ولماذا.... وكيف.... وأين ).
مصادر المعرفة للبحث عن المعلومات قد تعددت، ويمكن للمعلم البحث عنها عندما يرغب في ذلك! ..فماذا يمكن أن يقدم المشرف التربوي للمعلم في الزيارة الميدانية في حصة دراسية خلال عام دراسي؟.
الآلية التي تحكم عمل المشرف التربوي في الوقت الحاضر يكتنفها الغموض، وتفتقد للمصداقية...ولماذا اقتصر الاشراف التربوي على التعليم العام دون التعليم الجامعي؟.
أليس الأجدى تقنين عمل المشرف التربوي وتحديد دوره في الاشراف العام على المدارس.. وتنفيذ الدورات التدريبية؟ ولماذا لا تسند الجوانب الاجرائية والفنية داخل الصف الدراسي لإدارة المدرسة؟.
ختاماً: منح الثقة للمعلم والصلاحيات لمدير المدرسة تزرع في النفوس المراقبة الدائمة وأداء الأمانة على الوجه المطلوب، والله الموفق.