وقد حذر المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عيه وسلم من الغفلة تحذيراً شديداً ، في أحاديث كثيرة جداً، منها ما في سنن أبي داود وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه ، إلا قاموا عن مثل جيفة حمار ، وكان لهم حسرة )
وقال المناوي: فيتأكد ذكر الله ، والصلاة على رسوله عند إرادة القيام من المجلس ، وتحصل السنة في الذكر والصلاة بأي لفظ كان ، لكن الأكمل في الذكر : (سبحانك اللهم وبحمد ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك )
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا حسِر عليها يوم القيامة ) أخرجه أبو نعيم في "الحلية"
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :(مثل البيت الذي يُذكر الله فيه، والبيت الذي لا يُذكر الله فيه ،مثل الحيِّ والميت) أخرجه البخاري ومسلم
قال ابن القيم : الذاكر في حصن الذكر، فمتى غفل فتح باب الحصن،فولجه العدو "الشيطان" فيعسر عليه ويصعب إخراجه .
وقال : إياك والغفلة عمّن جعل لحياتك أجلاً ولأيامك وأنفاسك أمداً، ومن كل ما سواه بد ولا بد لك منه .
وقال : قلوب الغافلين معدن الذنوب ،والعقوبات واردة عليها من كل جهة .
وقال : القلب الغافل مأوى للشيطان،فإنه وسواس خناس، قد التقم قلب الغافل ، يقرأ عليه أنواع الوساوس والخيالات الباطلة، فإذا تذكر وذكر الله ، انجمع وانضم وخنس وتضاءل لذكر الله ، فهو دائماً بين الوسوسة والخنس .
إن المعصية إلى الغافل أسرع من انحدار الصخرة إلى المكان السافل .
ولا تقدر على التخلص من بلوى المعصية إلا بالتخلص من سجن الغفلة ، ولا تتخلص من الغفلة إلا بتضمير
البطن ، وتفريغ القلب ، ومواصلة الذكر.
يا حسرة الغافل واللاهي لا كان ما يلهي عن الله
اطـــرح الدنيا وأشغالها لا كان ما يلهي عن الله