البهتان كلمة بسيطة تحمل في أعماقها عواقب وخيمة لمن يرتاد مسالكها الوعرة، وثيت في الأحاديث المنقولة من الرسول صلى الله عليه وسلم أن أعظم ما يدخل الناس النار هما الفم والفرج، ولذلك حريا بالعبد أن يصون لسانه ويمسكه عما حرم الله ونهى عنه من الكذب والغيبة والنميمة وغيرها من الآفات المهلكة، ومن أعظم هذه الآفات آفة البهتان التي عدها بعض أهل العلم من الكبائر، ومعنى البهتان في اللغة هو الكذب والافتراء الباطل، ومعناه في الاصطلاح هو: الكذب والافتراء الباطل الّذي يتحيّر منه، وهو أفحش من الكذب.
وهناك فرق كبير بين البهتان والاغتياب والافتراء رغم تقاربها في المعنى لكثير من الأشخاص؛ ولكن عند التّدقيق تتضح الفروقات؛ الاغتياب هو أن يتكلّم شخص خلف إنسان غير موجود، بكلام هو فيه، وإن لم يكن ذلك الكلام صحيح فهو (بهتان)، والكذب الفاحش الّذي يدهش له سامعه هو بهتان إن لم يكن بحضرة المقول فيه، فإن كان بحضرته كان افتراء، سواء أكان ذلك عن قصد أو عن غير قصد، فإذا كان ذلك عن قصد كان إفكا.
وقد ورد البهتان بمعاني متعددة في القرآن الكريم ،منها:
الكذب. ومنه قوله تعالى في سورة النّور:{سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ} ( النور- 16).
والثّاني: الزّنا. ومنه قوله تعالى {وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ }(الممتحنة- 12)
والثّالث: الحرام. ومنه قوله تعالى:{ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً} (النّساء- 20).
بقلم / فاطمة العتيبي