هناك العديد من تجارب تطوير التعليم وإصلاحه في العالم التي نجحت في تحقيق أهدافها ، ونقلت تعليم الدول التي طبقت فيها هذه التجارب إلى مراكز متقدمة على مستوى العالم في مجال التعليم ، ومن هذه التجارب تجربة تطوير التعليم الفنلندي والتي حققت نجاح باهر على مستوى الأنظمة التعليمية في العالم .
والمتأمل فيها يلاحظ عدد من الأمور من أهمها أن التطوير والتغيير في التعليم يحتاج إلى بعض الوقت ليحقق النجاح المطلوب منه وذلك لتعامله مع العنصر البشري الذي يأخذ كثير من الوقت لتغيير بعض قناعاته وأفكاره القديمة .
ومن مميزات التعليم الفنلندي تركيزه على تعليم الطلاب كيفية التعلم والحصول على المعرفة وإنتاجها ، ومن ثم توظيفها في مواقف جديدة في الحياة اليومية.
وعند النظر في التعليم الفنلندي نجد المعلم الذي يحظى بقدر كبير من الإحترام والإهتمام من جميع مكونات المجتمع الفنلندي ، وذلك إيمانا بدوره في بناء الأجيال وتربية النشء وتعليمهم .
التعلم يتطلب من الطالب الجد والإجتهاد والحرص على تحقيق أقصى درجات الإستفادة العلمية من المدرسة ، وأن يكون دور الطالب مشارك ونشط في العملية التعليمية وهذا مانجده في الطالب الفنلندي الذي لايقتصر تركيزه على النجاح فقط بل يتعدى ذلك ، فهو مشارك في الأنشطة التعليمية دون إخلال بواجباته الأخرى كطالب .
من الاشياء الأساسية في نظام التعليم الفنلندي عدم وجود النجاح والرسوب حتى نهاية المرحلة المتوسطة مما ساعد على تركيز المعلمين والطلاب على العملية التعليمية بحد ذاتها وجعلها هي الأساس ومحل العناية .
وإن نجاح أي تجرية لتطوير نظام تعليمي في بلد معين لا يعني بالضرورة نجاحه في بلد آخر ، فلكل نظام تعليمي خصائصة ومميزاته وكذلك عيوبه ، إن تطوير التعليم ينبغي أن ينطلق من دراسة لواقع التعليم القائم ومعرفة نقاط القوة والإيجابية والعمل على تعزيزها ودعمها وإبرازها ، وتحديد جوانب الخلل والقصور والعمل على حلها وإزالتها ، وقبل ذلك لابد أن يكون منسوبي التعليم مدركين لأهمية دورهم في المجتمع وأنهم أصحاب رسالة سامية ، وأن يشعور بالفخر والإعتزاز بذلك .