اللسان بين تآلف وتنافر القلوب
مما لاشك فيه أن وقع الكلمات على القلوب إما أن تكون ماءً عذباً أو جرحاً غائراً ربما لايندمل مع مرور الآيام؛ لإن موت القلب أشد من موت الأجساد بل لا أبالغ إن قلت أن تلك الكلمات هي وسيله لموت القلوب و الأجساد معاً ، ذكرت أحد الصحف الأمريكيه أن طالباً جامعياً قام بالانتحار لإن أستاذ الجامعه قال له : _في قاعة المحاضره _أنت تتكلم أم تضرب طبلاً ؟! لإنه كان يتلعثم بالكلام ، فأنتحر الطالب بعد ما أُستهزأ به أمام الطلاب والطالبات ، وبعد التحقيق تبين أن الطالب تعرّض لحادث وكان هو الناجي الوحيد وقد رأى أمه وأباه وهما يحترقان أمامه داخل السياره فأصيب بتأتأه ثم يأتي معلم ويستهزأ به فكانت النتيجة أن قتل نفسه ! وعلى صعيد المواقع الإجتماعية نجد أن البعض يتفنن في انتقاء الكلمات المؤلمه والجارحه بل ربما خصص حساب خاصاً لإطلاق كلماته المٌسِيئة على الناس فأصابت قلب مكلوم أو محروم وأشعلت لهيب في قلبه وربما كان ذلك على وجه المزاح فأين هم عن كلام نبي الرحمه عندما قال : ((إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة, وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم)) لذلك نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من تفلت اللسان وأنه سبب في هلاك بني آدم فقال لمعاذ ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسانه ، قال : كف عليك هذا قلت : يا نبي الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ويحك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم ، أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم )) ولا أريد أن أسترسل في الحديث عن الكلمات الجارحه والسيئه والتي ربما الجميع قد أكتوى بلهيبها ... وسألطف المقال بالكلمة الطيبه التي وصفها الرب بأن أصلها ثابت وطلعها في السماء والله سبحانه وتعالى يقول : (( وقولوا لناس حسنا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة )) ولم يخص الموحدين و المسلمين والمؤمنين وإنما الناس جميعاً بل وقدم القول الحسن على الصلاة والزكاة اللاتي هي من أركان الإسلام ... ومن عجائب الكلمة الطيبه أنها تدفع الغضب وتزيل الحقد والحسد بل وتٌآلف القلوب. وتُوثّق عرى الموده وتّبهج النفوس وهي بلسم القلوب ، والاكثر من ذاك أنها تدفع البغضاء والشحناء قال تعالى (( ولاتستوي الحسنة ولا السيئه إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)) والاحسان بالقول رفعه ورٌقي وراحة لعتاب ضمائرنا لذلك يجب علينا قبل أن نٌطلق كلماتنا أن نعرضها على قلوبنا قبل عرضها على قلوب الآخرين
25/09/2015 12:14 ص
0
7241
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/215543/