
الكتاب المدرسي هو أحد منظومة الكتب التي يتعرض لها الطالب والطالبة في مسيرتهم العلمية، وهي مكتنز المعرفة الأساسية وبوابة العلوم التي يدرج من خلالها المتعلمون إلى مرافيء السمو والارتقاء المهني في مسيرتهم العملية، ووزارة التعليم خلال مراحل عملها على تطوير الكتاب المدرسي وصلت إلى دمج التقنية في 160 ألف صفحة من صفحات الكتب، معلنة تمكين طلابها وطالباتها ومعلميها من المحتوى الاثرائي التفاعلي، عن طريق بواباتها الإلكترونية التعليمية، وتقنية الواقع المعزز الثري بالتجارب العلمية المتاحة.
وتشير إحصاءات العمل على تطوير الكتاب المدرسي إلى إجراء 57 ألف تعديل على 700 كتاب مدرسي، وإضافة أكثر من 300 معلومة يجب أن يعرفها الطلاب إلى الدروس المرتبطة بها وبمضامينها والتي منها مفاهيم رؤية المملكة 2030، وكذلك تضمينها مشاريع المستقبل الاستراتيجية للمملكة كمشروع نيوم، والبحر الأحمر وغيرها من الأنظمة والقوانين التي تعتبر منطلقات استراتيجية للتحولات القادمة.
وفي رحلة طباعة الكتاب المدرسي التي تمثل المرحلة الختامية للكتاب قبل وصوله ليد الطالب والطالبة، يمر الكتاب بمراحل دقيقة من تحديد المتطلبات والمضامين التي سيتعلمها الطالب والطالبة وتبدأ على أساسها مجموعات التأليف والتدقيق والمراجعة إضافة إلى التطوير المستمر مع كل طبعة جديدة للكتاب حتى خروجه بالشكل النهائي.
وتعمل وزارة التعليم بشكل سنوي على رفع وعي الطلاب والطالبات بالمحافظة على هذه الكتب كمكتسبات وطنية وثروة ثقافية وفكرية، حيث تضطلع الدولة بميزانيات باهضة لوصول الكتاب للمستفيدين مجاناً ليسهم في تقديم التعليم ضمن مكونات بيئة تعليمية جاذبة، حيث تنفذ في كل عام الحملات التوعوية عبر إدارات التعليم في المناطق والمحافظات ممثلة بإدارة الإعلام والاتصال، وإطلاق عدد من المبادرات التي تدعو للحفاظ على الكتاب المدرسي من الامتهان أو الإتلاف وإعادة الإفادة منه بصور مختلفة، وتأتي هذه الحملات عادةً متزامنة مع اختبارات نهاية العام.
وينهج الكتاب المدرسي في المملكة المزج بين المحصلة العلمية المتطورة بما تحمله التكنولوجيا ووسائل التقنية المتقدمة والتجارب العلمية الإثرائية، وبين مجموعة القيم التي تشكل تركيبة الطالب التراكمية كعلامات عامة ومشتركة، والعمل على تعزيزها بما تحمله من مفاهيم الولاء والانتماء، وتحقيق المواطنة الصالحة، والتعلم مدى الحياة، والتفكير الناقد، ومجموعات العمل التشاركية والتكاملية.
موجة التغيير التي تخضع لها طباعة كتاب الطالب، لم تلغي أهميته، كعنصر ملموس في متناول اليد، فبرغم من تفاوت معطيات الرأي العام حول الاستغناء عنه أو بقائه لم يثبت عمليا أن قامت أي دولة في العالم بالإعلان عن توقف طباعته نهائيا، ويبدو أن من أسباب البقاء على طباعته أنه من أهم العوامل المساعدة في المحافظة على المهارات اليدوية التي يستخدمها الطالب في عملية التعلم كمهارة الخطوط والإملاء والتي تعتبر من المهارات الأساسية للتعلم في المرحلة الابتدائية، إضافة إلى مساهمته في تطوير المهارات العقلية في العمليات الحسابية .
ويأتي احتفال العالم امس الثلاثاء بالكتاب ” اليوم العالمي للكتاب” تحت شعار “افتح كتابًا تفتح أذهانًا”، هادفا هذا العام لدراسة واستعراض الطرق المناسبة لنشر ثقافة الكلمات المطبوعة والسماح للجميع بالوصول إليها، وذلك من خلال برامج محو الأمية وموارد تعليمية مفتوحة ودعم التوظيف في مجال النشر، وكشف تقرير نشره موقع (جلوبال إنجليش إديتينغ) (تم من خلاله تجميع معلومات ضخمة حول عادات القراءة في 2018)، ترتيب الدول من حيث مستويات القراءة، واحتلت السعودية المرتبة العاشرة عالميا بمعدل 6.48، متقدمة على عدد من الدول الغربية الصناعية كالولايات المتحدة وأستراليا وكندا وألمانيا وبريطانيا واسبانيا وإيطاليا واليابان، إذ حلت الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الـ22 بمعدل 5.42 ساعات قراءة في الأسبوع .
في هذا السياق تحتضن وزارة التعليم أحد أهم المشاريع الوطنية الضخمة الهادفة إلى أتمتة الكتاب حيث أنشأت وطورت المكتبة الرقمية السعودية الذي يبلغ عدد مصادرها المعلوماتية أكثر من 200 مليون مصدر بين مقروء ومسموع ومشاهد، وتعد من أضخم المصادر المعلوماتية عالمياً وهي أكبر تكتل معلوماتي في الشرق الأوسط تخدم الحركة التعليمية والبحثية، وتضم أكثر من 9 ملايين رسالة علمية وأكثر من 700 ألف كتاب رقمي .