أمة إ قرأ لا تقرأ ، ولا تحب مطالعة الكتاب، عدا ما قررته وزارة التربية والتعليم على تلاميذ المدارس في التعليم العام ، ليس حبا في الاطلاع، ولكن النجاح في نهاية العام يتطلب بذل الجهد بحفظ المقرر الدراسي وتفريغ المعلومات في كراسة الاختبار.
ومنذ عقدين من الزمن كان للمقرر الدراسي قيمته، إذ تتم إعادته للمدرسة كشرط لظهور النتيجة والتي كانت مرهونة بتسليم كافة المقررات الدراسية للمدرسة بهدف إعادة تدويرها والاستفادة منها مرة أخرى.
أما اليوم فمسكين ذلك الكتاب الذي ما أن ينتهي العام الدراسي إلا ويتعرض لشتى أنواع الإهانة بالدهس بالسيارات والأقدام، رغم ما يحويه من آيات قرآنية ،وأحاديث نبوية، ونصوص أدبية، وكما وفيرا من المعارف والمهارات التي بذلت في سبيل تأليفها وتوليفها وطباعتها وإخراجها الأموال الطائلة، ثم تكون النهاية تحت الأقدام أو سلة المهملات. ناهيك عما يتطاير منه من أوراق تلوث البيئة، وتشوه المنظر، وتقلق المارة.
فماذا أصاب طلاب العلم في مدارسنا عندما يتصرفون مع الكتاب المقرر بهذه الطريقة ؟ وعلى من يقع اللوم ؟ وهل وزارة التربية والتعليم بحثت أسباب الظاهرة وسبل معالجتها ؟ وماذا كان يجب عليها فعله نحو الكتاب المدرسي المقرر؟
خلاصة القول؛ ما أجدرنا اليوم بسن نظام يجرم امتهان الكتاب المدرسي ويحفظ له قيمته إكراما له وإعلاءً لقدره، وأحسب أن وكالة التطوير التربوي بوزارة التربية والتعليم..هي من يقع عليها هذا العبء، وهي من حملت شرف المسؤولية لصيانة المقررات الدراسية من عبث العابثين، حفاظا على البيئة ، وتوفيرا للمال، وإرضاءً لرب العالمين.