لا شيء ينشأ من العدم, وبلا سبب, هكذا علمنا ديننا أنه ما من أمر يكون إلا بمشيئة الله وما من أمر نعمله إلا بإرادة منا, والماثل أمامنا الآن أن جميع الرؤى والمقترحات المطروحة والمتفق في فكرها وتطلعها التي تتبناها وزارة التربية والتعليم تضع ضمن أولوياتها حياة المتعلم وتحصيله العلمي واسمحوا لي بقول حياة لأنها فعلا كذلك إذ تبنيه وتؤهله وتعدّه لمستقبل ناجح.
أن الرؤى التربوية بحدّ ذاتها تعتبر قفزة في منحى الفكر التعليمي التربوي ولكن إلى ماذا نحتاج بعد لتكون قفزة بصعود لا قفزة يعقبها سقوط .......
الأفكار يا سادة حين نترجمها لواقع من خلال رؤية أو ورقة عمل أو عمل تربوي أو نشاط تعليمي علينا أن نضع في حسباننا العديد من الاعتبارات,هي في الحقيقة ليست تعجيزات بقدر ما هي تصورات ومعلومات صحيحة ندرس بها واقع الميدان التعليمي التربوي قبل أن نشرع بالعمل بحماس, وهي تحيطنا كما وكيفا بما يوجد في الميدان وما يمكن أن ينجح, وما يمكن أن نحتاج فيه لمزيد من الوقت والإعداد لتنفيذه كي ينجح, بحيث نؤهل البيئة التعليمية والمدرسة والمدير والمعلم والمتعلم ليكونوا جميعهم عوامل مساعدة لنجاح التجربة التربوية ورؤيتها, طريقتنا الحالية نتأمل أن تنظر إلى الأمور بشمولية وتتطلع مستقبلي ننشده في سياسية التعليم. وما أرمي إليه بعد هذا الحديث أن يكون حماسنا بقدر حماس الميدان بكل عناصره تماما وأننا كما ننادي لمزيد من التجديد والابتكار علينا أن نمنحهم فرصة التفكير والانبهار ونبتعد عن عنصر المفاجأة الذي لطالما أزعجهم بدل أن يبهرهم, فما نفعله بهم من التشتيت يقتصه المجتمع التعليمي من خبراتنا ومهاراتنا وجهودنا حين نعود وأفكارنا خاوية إلا من تطلع يغير الله من حالً إلى حال.
وإلى أن نتغيّر هكذا نحن ولا مفرّ من القصاص.
عبدالله محمد مبارك الزهراني

إقرأ المزيد
القصاص التربوي
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/953/