سرعان ما بدأ العام الدراسي ، بالأمس استقبلناه ، وبعد أيام نودعه ،وبين البداية والنهاية ، والأمس واليوم ، تجول في خاطري أمنيات ، وتلوح في نفسي تطلعات ، أن يكون تعليمنا أكثر جودة ، وأفضل مخرجات ، وأحسن حال .
بأن يكون خير من السابق، وبداية مثمرة للأحق ، و تطور أكثر من الفائت ،وجودة أكثر في القادم .
ولكن تظل الأحلام لا تتجاوز الخيال ، وتظل الآمال بلا أفعال ، وتظل الأهداف بلا إرادة .
طالما كان الزمن عند الأمم الحية شاهداً على تقدمها ،ومحفزا ًعلى استمرارها ، ودليلا ًعلى نضجها .
إما نحن فالأزمان تتوالى لتؤكد تأخرنا الدراسي ، ومع مرور الأيام تتضح حقيقة تخلفنا العلمي ، و نكشف خسارتنا الفادحة في مخرجاتنا التعليمية .
ويظل الواقع يحكي صورة كاذبة عن المأمول ، ويتحدث بمنطق يختلف عن الممكن ، ويتهكم بسخرية لإذاعة عن الواقع .
التعليم السعودي يحتاج إلى صحوة توقظه من سباته ، ويداً تنتشله من سقوطه ، وصدمة تصحو به من غيبوبته .
وهذا لن يكون إلا بإرادة جادة ،وجهود حقيقة ، ومراقبة ذاتيه .مبعثها الخوف من الله أولاً ، وهدفها استشعار المسؤولية ثانيا ً، ورسالتها صنع قادة للمستقبل ثالثاً .
مشكله تعليمنا السعودي ليس في مناهج مطورة ، تثبت تخلفه عن مواكبتها
ولا في وسائل تقنية ، تكشف عن جهله باستخدامها ، ولا في ملتقيات علمية تؤكد عجزه مسايرتها .
تعليمنا السعودي لا يحتاج إلى مشاريع تستنزف ميزانية ليكون أقصى مخرجاتها طالب يلقي قصيدة باهته ، أو يوزع نشرة لا تجد من يقراها ، أو يلقي كلمة لم تتجاوز أذن من سمعها . ولم تستثير فكره ، أو تلامس قلبه.
تعليمنا السعودي - يا سعادة الوزير -يحتاج إلى يقظة فلا يتخبط في مشاريع وهمية ، ووعي فلا يبذخ على أفكار غير واقعية ، وحكمة فلا يغتر بعقول سطحية .
أسئلة تحتاج إلى وقفة صراحة مع النفس ، ومؤشرات تراجع تتطلب يقظة ضمير ، وعلامات خيبة تستدعي حكمة فطين.
تعليمنا يحتاج قادة لا تغرهم المظاهر الكاذبة ، ولا تغريهم عبارات ثناء خادعة ، ولا تعبث في مبادئهم مناصب دنيوية زائلة .
يسعون للإصلاح بخطى حثيثة ، ويعملون للمستقبل برؤية ناضجة ، ويعالجون الخلل بنظرة ثاقبة .
تعليمنا السعودي يحتاج إلى صلاح حال المعلم ،وإعادة هيبته ،وهذا لن يكون في إذاعة يردد فيها طالب قليل الأدب كلمات عن الاحترام ، وآخر متقاعس عبارات عن الاجتهاد ، ولا ثالثاً فض الخلق مقولات عن اللباقة .
تعليمنا يحتاج إلى تشجيع المتميزين ، وتحفيز المبادرين ، وتبني أفكارهم ، ومساعدتهم في تحقيق أهدافهم .
لا نحتاج إلى بيروقراطية تقهر أفكارهم، ولا تعنت يجهض أحلامهم ، وعنجهية تدوس مبادراتهم .
يحتاج بيئة تربويه تسودها العدالة ، وتقيمها المبادئ ، وتصلح لبناتها القيم .
وتختفي منها المصالح ، وتسكن جنابتها الأمانة .
بقلم /أمل الحربي
كلمة حائرة :
كُلُّ ما في بَلْـدَتي
يَمـلأُ قلـبي بالكَمَـدْ .
بَلْـدَتي غُربـةُ روحٍ وَجَسَـدْ
غُربَـةٌ مِن غَيرِ حَـدْ