متى توفرت البيئة الحاضنة أستطاع الفرد في المجتمع أن ينتقل بأفكاره وطموحاته لخدمة مجتمعه، فكم من الطموحات المختزنة داخل العقول ولم تبرز إلى السطح. ومن ضمن أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي لوأدها في العقول وفي الأدراج وحرمانها من أن ترى النور والشروق عدم وجود البيئة الحاضنة.
فإن كانت البداية من الأسرة التي يعيش فيها الفرد حيث إن هذه الأسرة قد لا تلتفت ولا تنمي موهبة أبنائها، وإن كان العكس بأن هذه الأسرة تجاهد وتكافح وتصارع لبناء وتنمية موهبة ابنها تصطدم بعقبة كبيرة ألا وهي ( البيئة الحاضنة) والتي أقصد بمقالي هذا ان يذهب الفرد صاحب هذه الموهبة أو هذا الطموح إلى أناس لديهم عقول نيرة وصادقة ونفوس داعمة وليست محبطة للآمال والطموحات.
فلو قلت لكم في مقالي هذا بأن أول من ابتكر برنامج KIK هو سعودي وذلك عام 2009م، حيث قام هذا الشخص والذي ليس لدديه إلمام ومعلومات في مجال البرمجيات الخاصة بالهاتف المحمول بعمل هذا البرنامج وبنفس الطريقة الموجودة المستخدمة الآن ووصل مستخدموها حتى الآن سبعة مليون مستخدم، علما بأن هذا البرنامج تم تصميمه وإطلاقه عام 2011م في كندا.
ما ترونه الآن على قنوات التلفزة وخصوصا قناة الإخبارية بأن يقوم أي شخص بتصوير أي حدث كان عبر الهاتف المحمول وإرساله إلى محطات الأخبار التلفزيونية بشكل مباشر، حيث تم عمل ذلك البرنامج في عام 2009.
ما يعرف الآن في الهاتف المحمول الشهير والذي اكتسح العالم باسم icloud حيث قام هذا الشخص السعودي الأصل والمنشأ بعمل هذا البرنامج بالكامل ويعمل على جميع الهواتف المحمولة في 2009م.
كذلك قام هذا الشخص نفسه بتنفيذ مشروع متكامل وأطلق على الشبكة العنبكوتية وهو مستنسخ من الموقع الشهير اليوتيوب ولكن الاختلاف بأن هذا الموقع السعودي يتم التحكم به بالكامل بحيث يتم رفع جميع المشاهد النظيفة وغير المخلة والتي تأمنها في بيتك وعلى أولادك وأفراد اسرتك، وكذلك كان المجال ولا يزال مفتوحا بأن يقوم جميع المشائخ وأصحاب الدعوة باستخدام هذا الموقع ومساندته ولا يضطرون لرفع محاضراتهم ومناظراتهم وحلقاتهم الدينية في موقع مفتوح كاليوتيوب وذلك في عام 2010 حتى وصل عدد الزيارات للمشهد الواحد إلى 14000 زيارة.
كذلك قام صاحب المقال هذا بعمل برنامج وفكرة متكاملة مائة في المائة وذلك باستخدام أعلى التقنيات لإيجاد حل لمشكلة الحج والعمرة.
إلى متى سنظل مستوردين للبرامج والتطبيقات دون أن نكشف عن أصحاب هذه الأفكار والعقول بحيث تحمل بصمة إسلامية سعودية وطنية وعربية، لماذا لا نقوم نحن بتصدير هذه التطبيقات وهذه التكولوجيا وبرمجياتها إلى العالم بدلا من أن نقوم باستخدامها ونشرها وتعلية أرقام الاشترراكات الفلكية فيها وتأتي الشركات لتحصد منها مليارات الدولارات.
إن الاستثمار الحقيقي والقادم والدائم والمتجدد هو الاستثمار في التكنولوجيا، فأين نحن من ذلك، علما بأن من قام بعمل هذه الأفكار التي كانت فريدة قد استعان بجهد ذاتي بشركات برمجيات من الولايات المتحدة الأمريكية و منطقة كيرلا الهندية التي يوجد بها أكبر تجمع الكتروني من صناعة وبرمجة وإبداع، وتعرف باسم تكنوبارك. ما دعاني لكتابة هذا هو حرصي بألا يحرم الجيل الحالي وأصحاب الأفكار من الاحتضان وعدم التقليل من شأنهم وخلق بيئة متكاملة من جميع النواحي لاحتضانهم واستثمار عقولهم. فهناك مقولة راسخة في ذهني قرأتها في أحد التجمعات الالكترونية الضخمة العالمية التي تقول " أعطني الفكرة وأعطيك الأجنحة"
الكاتب : ناصر بن عبدالرحمن الحسين
أحد ملاك صحيفة التعليم الإلكترونية