يعاني العالم اليوم فسادا اقتصاديا لم يسبق له مثيل حجما و تنوعا مما اثر سلبا على اقتصاد العالم اجمع و العالم الإسلامي و في سبيل ذلك أطلقت منظمة الشفافية ألدوليه منذ عام 1995 إصدارا سنويا لمؤتمر دولي لملاحظه الفساد يقوم بترتيب الدول حسب درجة مدى ملاحظة وجود الفساد في الموظفين و السياسيين ، وتعرًف المنظمة الفساد بأنه : ( إساءة استغلال السلطة المؤتمنة من اجل المصلحة الشخصية) و في عام 2003 غطى المسح 133 دوله و في عام 2007 كان المسح غطى 180 دولة . و من خلال تقريرها الصادر مؤخرا يتبين أن ثلث الفساد المالي مركزه الوطن العربي و نصفه في العالم الإسلامي و أن حجم الفساد المالي في العالم يقدر بألف بليون دولار منها 300 بليون في الوطن العربي وحده أي أن حجم الفساد المالي في الوطن العربي = ثلث الفساد العالمي و إذا أضفنا إليه حجم الفساد في العالم الإسلامي فانه = نصف الفساد العالمي .
ويتضح مما سبق أن الفساد الاقتصادي في العالم الإسلامي أصبح مرضا سرطانيا أدى بالعالم الإسلامي إلى مزالق الدمار الاقتصادي و الأخلاقي ، وانه تحول إلى كونه منظًما وانه الأخطر لأنه يتخلل المجتمع بأكمله و يصبح ظاهره يعاني منها المجتمع بكامل مؤسساته و أفراده .
و في محاولات للإصلاح تم الاعتماد على معايير وضعيه لم تجدي نفعا و لم تقدم حلولا لاجتثاث الفساد من أصوله . و لقد تناسوا أن الإسلام قد قدم نظاما وتدابير مميزه مستمده من كتاب الله و سنه رسوله صلى الله عليه وسلم فنشرت الفضيلة و حذرت من الرذيلة و دلت على طريق الخير و حذرت من طرق الشر .
و لعل ضعف الوازع الديني من أهم أسباب الفساد الاقتصادي فبعد أن كان الفرد المسلم همه الآخرة و أن الدنيا لا تساوي في نظره مثقال ذره لقوله صلى الله عليه و سلم ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، و جمع له شمله ، و أتته الدنيا و هي راغمة ، و من كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، و فرق عليه شمله ، و لم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)) تناسى ذلك على مر العصور و ضعف الالتزام بالعقيدة الإسلامية و برز الانحراف الأخلاقي و أصبح الهم الوحيد هو الحصول على المال بأي طريقه كانت قال صلى الله عليه و سلم ((ليَأتينَّ على الناسِ زمانٌ ، لا يُبالي المرءُ بما أخذَ المالَ ، أمن حلالٍ أم من حرامٍ ))
ويأتي دور غياب الأسرة عن تربيه أبنائها و تركهم فريسة سهله لوسائل الإعلام وخاصة الفضائية و التي يبث بعضها سموما من خلال أفلام و مسلسلات تهدم القيم و تربيهم على الماديات و الشهوة و الرذيلة .
أما عدم المساواة بين الأجر و الإنتاجية و الذي ينادي الإسلام بضد ذلك حتى لا يكون هناك ثراء بلا سبب ، و أن أجرك يزداد بازدياد إنتاجك ، و كم من عامل فقد ذلك فحرص كل الحرص على الحصول على المال من مصدر مشبوه (ألا جلس في بيت أمه أو أبيه فينظر أيهدى له أم لا لا) ؟ من قوله صلى الله عليه و سلم .
و لقد ساهمت انتشار المحاباة و المجاملة في إسناد الوظائف و تولي الأمور القيادية و الخلل في توزيع الدخل في انحراف المجتمع المسلم عن السلوك القويم مما ساعد على انتشار السلوكيات المنحرفة و الاعتماد على موظفين تنعدم فيهم كفائه الأداء و المهارات الذهنية و العقلية و التي تتطلبها تلك الوظائف (يا أبا ذر ! إنك ضعيف ، و إنها أمانة ، و إنها يوم القيامة خزي و ندامة ، إلا من أخذها بحقها ، و أدى الذي عليه فيها)
معادلة :
موظف كفء + استخدام امثل للموارد = مجتمع مثالي .
موظف غير كفء + استخدام سيء للموارد = مجتمع منفعة .
الإسلام والفساد
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/673/