[CENTER][IMG]http://www.m3llm.net/contents/myuppic/050dcd70ba6bbb.jpg[/IMG][/CENTER]

[U][B]النظرية البنائية الاجتماعية [/B][/U]

[CENTER][B]مقدمة :

تعتبر المناهج الركيزة الأساسية في التربية والتعليم والأمم المتقدمة عندما تتوقف عن التطوير تصبح متخلفة ، ولابد من مسايرة التطورات العالمية واكتساب ما هو مفيد منها ، لذا تعتبر خطوة تطوير المقررات للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة التي قامت بها وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية للمشروع الشامل للمناهج تطوير في الاتجاه الصحيح التي نرغب في استمرارها ، وبما أن هذه المقررات ترتبط بالنظرية البنائية أحببت في كتابتي هذه التعريب بالنظرية البنائية وفقا لما توفر لدي من مراجع .
لذا تعود جذور الحركة البنائية لفون جلاسر 1991 م ، وبالرغم من أن البنائية في التربية يمكن أن ينظر لها على أنها فرع حديث للعلوم ، إلا أن هناك ارتبطا مباشرا بينها وبين البرجماتية لجون ديوي حيث يرى ديوي أن التعلم يصبح مستمرا ويعاد بناؤه وينتقل من خبرات الطفل الحالية إلى هذا الكيان المنظم من الحقائق والمفاهيم والمبادئ التي تدعو إليها النظرية .
كما أثرت الدراسات التي تمت بواسطة بياجيه وآخرون في ظهور الفلسفة البنائية التي ترتكز على البنية التي يحملها التلاميذ إلى مواقف التعلم والخبرات الخاصة بهم .
وبناءا على ذلك فالبنائية تعود إلى مجموعة من النظريات التي تهتم بطبيعة المعرفة والصفة المشتركة بين هذه النظريات هي الاعتقاد بأن المعرفة تتولد من الأشخاص وتتأثر بمعتقداتهم وثقافاتهم .
-الافتراضات المعرفية للنظرية البنائية :
تهتم النظرية البنائية بكيفية بناء المعرفة وطرق اكتسابها وتركز في تصورها حول مشكلة المعرفة وقضاياها من خلال افتراضين أساسيين :
الافتراض الأول : يبني الفرد المعرفة اعتمادا على خبرته السابقة ولا يستقبلها بطريقة سلبية من الآخرين .
الافتراض الثاني : أن وظيفة العملية المعرفية هي التكيف مع تنظيم العالم التجريبي وكذلك خدمة تنظيم العالم التجريبي . أي أن بناء المعرفة هو عملية بحث عن الموائمة بين المعرفة والواقع .

-هناك العديد من التربويين الذين أثروا في البنائية ، فمنهم من ركز على التصرفات الفردية في عملية بناء وإعادة بناء المعنى ، وركز آخرون على أنه من غير المفيد الفصل بين الاثنين وقد أدى عدم الاتفاق إلى وجود شكلين للبنائية هما :
1- البنائية السيكولوجية .
2- البنائية الثقافية الاجتماعية . وهي ما تبناها باحث هذه الرسالة .
-النظرية البنائية الثقافية الاجتماعية :
يعد ليف فيجوتسكي عالم النفس الروسي من أبرز رواد البنائية الثقافية الاجتماعية . وهنا ثلاث نقاط مرتبطة بنظرية فيجوتسكي وهي :
1- إن التفاعل الاجتماعي وسيلة يتم من خلالها الحصول على المعاني من خلال اللغة واللغة هي المعاني التي يتم من خلالها التواصل بين الأفراد .
2- يعتمد المعنى داخل اللغة على البيئة الاجتماعية فالمرجع اللغوي الخاص بالأفراد يعود إلى الأحداث التاريخية والاجتماعية الخاصة ببيئتهم .
3- الغرض من اللغة هو استمرار العلاقات بين أفراد المجتمع ، وهذا الشكل من البنائية يركز على المواقف الثقافية والطبيعية لعملية المعرفة .
ويوضح فيجوتسكي أن من الأيام الأولى لنمو الطفل تكتسب أنشطته معنى خاصا به في نظام من السلوك الاجتماعي ، وأن أية وظيفة في نمو ثقافة الطفل تظهر مرتين : الأولى على المستوى الاجتماعي . والثانية على المستوى الفردي الداخلي . وأن كل وظائف المستويات المعرفية العليا تنتج أصلا كعلاقة حقيقية بين الأفراد وهي مرتبطة بالمجتمع والثقافة ، وهذا النمو من المستوى الاجتماعي إلى المستوى الداخلي يمر بأربعة مراحل هي :
1- أن يحدث أفرادا آخرون تأثيرا على الطفل .
2- أن يدخل الطفل في تفاعلات مع هؤلاء الأفراد .
3- أن يبدأ الطفل بإحداث تأثيرات على الآخرين .
4- أن يؤثر الطفل في نفسه .
- النظرية البنائية في التعليم والتعلم :
تركز النظرية البنائية في التعليم والتعلم على عدة أسس هامة وهي :
1- يحدث التعلم على أفضل وجه عندما يواجه الفرد مشكلة أو موقفا أو مهمة حقيقية .
2- لا يكون للمعلومات والأفكار معان ثابتة لدى جميع الأفراد المتعلمين وإنما تختلف من فرد لآخر تبعا لاختلاف ما لدى كل فرد من خبرات سابقة ، وما يوجد لديه من بنية معرفية .

3- المعرفة القبلية شرط أساسي لبناء التعلم ذي المعنى حيث يبني المتعلم معرفته في ضوء التفاعل بين معرفته الجديدة وخبراته السابقة .
4- يبني المتعلم معنى ما يتعلمه بناء ذاتيا ، حيث يتشكل المعنى داخل بنيته المعرفية من خلال تفاعل حواسه المجردة مع العالم الخارجي ، ومن خلال تزويده بمعلومات وخبرات تمكنه من ربط المعلومات الجديدة بما لديه من معلومات وأفكار بشكل يتفق مع المعنى العلمي الصحيح .
5- التعليم عملية نشطة ، ومعنى هذا أن المتعلم يكون ذا فاعلية في عملية التعلم البنائي ويبذل جهدا عقليا للوصول إلى اكتشاف المعرفة بنفسه .
- مبادئ التدريس وفقا للبنائية :
إن عملية التدريس البنائي أوجدت العديد من المداخل منها مداخل التعليم التي تتجه نحو الاستقصاء المفتوح والتي تشجع التفكير الإبتكاري في الأشياء والأحداث .
وكذلك المداخل التي تضمن المشاركة الفعالة والتفاعل الشديد والتفكير التأملي وهذه الأنشطة ممكن أن تأخذ شكل العمل في مجموعات صغيرة ، مناقشات جماعية ، العمل في المعمل .
وكذلك المداخل التي تعمل في حل التعارض المفاهيمي مثل المتشابهات والأحداث المتناقضة .
وهذه المداخل تتفق في النقاط التالية :
1) التعرف على أفكار ووجهة نظر الطلاب .
2) إتاحة الفرصة للطلاب لشرح أفكارهم واختبارها .
3) إثارة الطلاب لتسمية وتعديل أفكارهم ووجهات نظرهم .
4) تدعيم محاولات الطلاب لإعادة التفكير وإعادة بناء الأفكار .
وللتركيز على تنمية التفكير يجب على المعلم أن يبدأ الموضوع بعرض أسئلة ، إعطاء مشكلات ، عرض فديو ، العمل في المعمل ، أنشطة خارج المدرسة .
- خصائص النظرية البنائية :
1- لا ينظر إلى المتعلم على أنه سلبي ولكن ينظر إليه على أنه مسئول مسؤولية مطلقة عن تعلمه .
2- تستلزم عملية التعلم عملية نشطة يكون للمتعلم دور فيها .
3- المعرفة تبنى فرديا وجماعيا .
4- يأتي المعلم إلى المواقف التعليمية ومعه مفاهيمه وكذلك المعرفة الخاصة بموضوع تدريسه فيؤثر في تفاعل الطالب داخل الفصل .

5- التدريس ليس نقل المعرفة ولكنه يتطلب تنظيم المواقف التعليمية داخل الفصل .
6- تولد البنائية أراء مختلفة من استراتيجيات التعلم والتي تنص على أن أفكار المتعلمين سوف تتغير مع اتساع خبراتهم .

- سمات المعلم في التعلم البنائي الاجتماعي :
1- يصبح أحد المصادر التي يتعلم منها المتعلم وليس المصدر الرئيس .
2- يدمج المتعلمين في خبرات تتحدى المفاهيم أو المدركات السابقة لهم .
3- يشجع روح الاستفسار والتساؤل وذلك بطرح أسئلة تثير تفكيرهم وخاصة الأسئلة مفتوحة النهاية .
4- يشجع المناقشة البناءة بين المتعلمين .
5- يعلم المعلومات التي تقع في حيز اهتمام طلابه .
6- ينوع في مصادر التقويم لتتناسب مع مختلف الممارسات التدريسية .
7- يتسم بالذكاء في انتقاء أنشطة التعلم .
- أدوار المتعلم في التعلم البنائي الاجتماعي :
1- المتعلم النشط : حيث يقوم المتعلم بالمناقشة والحوار والجدل ، وإبداء الرأي ، والفروض ، والتقصي ، وذلك عن طريق الاستماع أو القراءة أو الاستقراء أو الاستكشاف أو التفكير ....
2- المتعلم الاجتماعي : أي يكتشف الطلاب المعلومة بأنفسهم وفق تفاعلهم مع بعضهم .
- تطبيقات نظرية فيجوتسكي داخل الفصل :
يمثل نموذج التعلم التوليدي أحد نماذج التعلم البنائي حيث يعكس رؤية فيجوتسكي في التعلم من خلال أربع مراحل تعليمية هي :
1- المرحلة التمهيدية :
أ) التوجيه : وفيها يمهد المعلم المناخ الدراسي ، ويدعو طلابه لتعلم موضوع معين عن طريق مجموعة من الأسئلة أو الملاحظات المختلفة للظواهر العلمية ، بحيث تكون هذه الأسئلة تدعو للتفكير ، مع عرض بعض الصور التي تتعرض لبعض المشكلات المقترح دراستها . فالطلاب في البيئة البنائية يعملون بأنفسهم مع توجيه المعلم .

ب) إثارة الخبرات اليومية للطلاب : وفيها يعرض المعلم بعض الأمور المحيرة والأحداث المتناقضة أو القضايا البيئية أو مواقف حياتية مختلفة ، لإثارة أفكار الطلاب وخبراتهم اليومية عن موضوع الدرس والتي تؤدي إلى شعور الطلاب بالحاجة إلى البحث والتنقيب للوصول للحل ، مع مراعاة أن تكون الأسئلة والأشياء المعروضة عليهم ذات ارتباط بالمعلومات السابقة لديهم .
ج ) عرض أفكار الطلاب : وفيها يتم عرض أفكار الطلاب والتفاوض حولها مع الزملاء ، مع قيامهم بالأنشطة المختلفة للوصول إلى الإجابة .
د ) تفسير أفكار الطلاب وبناء أفكار جديدة : وهنا يقوم المعلم والطلاب بتفسير أفكارهم ومناقشتها مع زملائهم ومعلمهم لبناء أفكار جديدة .
2- مرحلة التركيز : حيث يقوم المعلم بتقسيم طلاب الفصل إلى مجموعات صغيرة غير متجانسة للتركيز على المفاهيم المستهدفة أو السلوكيات المراد إكسابها للطلاب ، مع تقديم المصطلحات العلمية وإتاحة الفرصة للتفاوض والحوار بين طلاب المجموعات فيمر الطلاب بخبرة المفهوم وتقوم كل مجموعة بتفسير الأنشطة وحل الأسئلة الخاصة بها استعدادا لعمل جلسة حوار عامة مع المعلم ، يتناول خلالها طلاب المجموعات المعلومات المستهدفة من الدرس .
3-مرحلة التحدي : وفي هذه المرحلة يقود المعلم مناقشة طلاب الفصل بالكامل ويتم تعديل ما لدى الطلاب من تصورات خاطئة وإحلال المفاهيم العلمية المستهدفة محل ما لديهم من مفاهيم خاطئة ، وإعادة تقديم المصطلحات والتحدي بين ما كان يعرفه المتعلم قبل التعلم وبعده ، وأيضا يناقش المعلم أسئلة المواقف الحياتية التي تم عرضها في المرحلة التمهيدية للمقارنة بين معرفة وسلوكيات المتعلم قبل الأفكار الجديدة وبعدها .
4-مرحلة التطبيق : وهنا يحاول المعلم إيجاد تطبيقات مناسبة لما توصلوا إليه من مفاهيم واستنتاجات وحلول في مواقف أخرى مشابهة في الحياة ، فمن المعروف أن تعلم الطالب يقاس بقدرته على تطبيق ما تعلمه في حل ما يواجهه من مشكلات وتفسيره للظواهر العلمية المختلفة ، ويصبح كل ما تعلمه الطالب جزء من قيمه وسلوكياته التي يتعامل بها مع أفراد مجموعته .
-النظريات السلوكية : حيث تؤكد هذه النظريات على أن التعلم هو بمثابة تشكيل ارتباطات من خلال الاقتران بين مثيرات واستجابات معينة مثل نظرية بافلوف في المثير الذي يؤدي إلى الاستجابة ( ردة الفعل عند الإنسان أو الحيوان ) .
وكذلك نظرية المحاولة والخطأ حتى يحدث التعلم المطلوب ، وكذلك نظرية سكنر التي تعتمد على التعزيز أو العقاب عند قيام الفرد بسلوك معين حيث يؤدي التعزيز إلى استمرار السلوك الحسن وتنميته وعكسه العقاب ومن أمثلة المعززات عند قيام الفرد بسلوك ما : الطعام والألعاب والحلوى والمال وشهادات التقدير والدرجات وكذلك المديح والابتسامة والاحتضان والتصفيق ..

-النظريات المعرفية : حيث تهتم هذه النظريات بالعمليات التي تحدث داخل الفرد مثل التفكير والتخطيط واتخاذ القرارات والتوقعات مثل نظرية النمو المعرفي عند بياجيه ....
وبناءا على ما سبق نستطيع القول بأن النظرية البنائية تعود إلى مجموعة من النظريات التي تهتم بطبيعة المعرفة والصفة المشتركة بين هذه النظريات هي الاعتقاد بأن المعرفة تتولد من الأشخاص وتتأثر بمعتقداتهم وثقافاتهم . أي أنها أخذة من خبرة الفرد السابقة (نظريات التحليل النفسي ) والعمليات العقلية ( النظريات المعرفية ) والسلوك الناتج عن العمليات المعرفية ( النظريات السلوكية ) ...
[frame="1 70"]

[B]إعداد / سليمان عبدالعزيز آل سليمان
مشرف تربوي بمكتب شرق الدمام ، ماجستير علم نفس [/B][/frame]

المراجع :
الغامدي ، فوزية . (2012 ) . فعالية التدريس وفقا للنظرية البنائية الاجتماعية في تنمية بعض عمليات العلم ومهارات التفكير فوق المعرفي والتحصيل في مادة الأحياء لطلاب المرحلة الثانوية ، رسالة دكتوراه غير منشورة ، جامعة أم القرى بمكة المكرمة : قسم التربية وعلم النفس .
الزغلول ، عماد .(2006) . نظريات التعلم ، الأردن ، دار الشروق للنشر والتوزيع . [/B]
[/CENTER]