بين الحين والآخر تصدر قرارات وبرامج لتوظيف وإعانة العاطلين عن العمل لمساعدة هذه الشريحة في المجتمع السعودي
وتحسين مستواها المعيشي ولو بدرجة ما مثل برنامج حافز ونطاقات وغيرها الكثير من البرامج التي تُكلف الدولة أموال طائلة دون فائدة تذكر.
فمعظم هذه البرامج ولدت بلا نظر بسبب إفتقارها للآلية الصحيحة ولعدم وجود قاعدة بيانات موثقة
ومنذ أول إنطلاقة تأسيسية لهذه البرامج والصناديق ووسائل الإعلام تكشف لنا بين الحين والآخر عن تجاوزات وإنتهاكات على حقوق العاطلين
وأتساءل لماذا لم تستثمر حكومتنا الرشيدة هذه الأموال الضخمة في مشاريع إنتاجية !!
لكي تستوعب الأيدي العاملة العاطلة من الذكور والإناث والاستفادة من طاقاتهم بدلاًً من هدر المال بهذه الكيفية ؟
بل لماذا لا تقوم بإتخاذ إجراءات مناسبة لوقف العمل بالبرامج المذكورة لحين وضع آلية جديدة محكمة وتنظيفه من اولئك اللصوص الذين عاثوا فيه ظلماً وفساداً ؟
لربما هناك من يعارض ويقول إن العاطلين سيتضررون من هذا الإجراء ولكن في الحقيقة العاطلين هم أشد المتضررين من استمرار العمل بمثل هكذا آلية!!
بسبب ان البرامج لا تشمل كل العاطلين المحتاجين للمنح المالية ويكون هناك إهدار للمال العام
وهذا من شأنه أن يبعث في نفوس العاطلين أبلغ مشاعر القهر والإحباط خاصة وهم ينظرون بحسرة إلى حقوقهم وقد أصبحت نهباً لضواري الفساد تنهش بها بلا هوادة ولا رحمة.
لقد أصبحت وزارة العمل منهمكة في تسيير هذه البرامج دون جدوى بسبب أن أهداف هذه البرامج حلول مؤقتة بسنه أو سنتين وكأن بعد هذه الفترة
سوف ينقرضون العاطلون وكأنهم فايروس أو مرض خطير سوف يشفى منه المجتمع
والمفترض من الحكومة وضع حلول جذرية ومستقبلية للعاطلين عن العمل الذين يقدرون بنسبة قليلة مقارنة بالدخل العام للدولة.
ومع هذا الاستنزاف الكبير للأموال فإننا نسمع أحيانا من بعض السادة أعضاء مجلس الشورى الذين أعتبرهم الوصلة الزائفة بين واقع الشعب والحكومة
وهم يطالبون بزيادة دعم هذه البرامج والصناديق وكأنهم لا يعلمون بأن معظم هذه الأموال تذهب إلى غير مستحقيها !.
آن الأوان لوزارة العمل إيقاف هذه البرامج بعدما ثبت أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها وانها فشلت في تأدية وظائفها بالشكل الصحيح الذي يخدم الشريحة العاطلة عن العمل فليس خطأ أن نفشل بتطبيق نظام معين
ولكن الخطأ عندما نصر على العمل بنفس النظام رغم علمنا بفشله وانحرافه عن المسار الصحيح.
والسؤال هو كيف ستتعامل وزارة العمل مع هذه البرامج بعد أن ثبت فشلها الذريع؟
لابد من وقفة حازمة وجادة لتطهير وتنظيف البلد من اللصوص والمفسدين الذين انحدرت أخلاقهم إلى الحضيض وماتت ضمائرهم وتقديمهم للعدالة.
ممدوح العضيباوي
mamdouh220@