العلاماتُ الإعرابيَّةُ وتعليمُ اللُّغةِ العربيَّةِ
من أسباب صعوبة تعلم اللغة العربية وإتقانها, إهمال ضبط كلماتها بالعلامات الإعرابية. فالنحو العربي نشأ على يد أبي الأسود الدؤلي, وتشكيل الخليل بن أحمد الفراهيدي. وليست اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي تعتمد على العلامات الإعرابية في قواعدها, بل تشاركها في ذلك بعض اللغات الأخرى: كالأكاديّة, والبابليّة, والألمانيّة, والروسيّة, والتشيكيّة, وغيرها. ومن المؤسف أن يتعلم طلابنا اللغة العربية دون اهتمام بضبطها بالعلامات الإعرابية الموافقة للنطق؛ مما يؤدي إلى صعوبة تعلمها وإتقانها, وذلك لعلاقة العلامات الإعرابية باللغة العربية الفصحى, بل إن وضع قواعد العربية كان لصون اللسان من اللحن والخطأ, فالتمييز بين الفعل المبني للمجهول والفعل المبني للمعلوم لا يتحقق إلا بالعلامات الإعرابية, وكتابة الهمزة بطريقة صحيحة يتعلق بحركتها أو حركة الحرف السابق لها, والقراءة السليمة للقرآن الكريم تتعلق بالعلامات الإعرابية, وتحديد الأوزان الصرفية يتعلق بالعلامات الإعرابية, وتقطيع الأبيات الشعرية عروضياً لا يتم إلا بمعرفة حركات كلماتها, ومعرفة المعاني وتحديد المسند أو المسند إليه في البلاغة يتعلق بالضبط بالحركات الإعرابية, وإتقان التجويد لا يتم إلا بالحركات الإعرابية. هذه الأهمية للعلامات الإعرابية في لغتنا العربية تجعل من محاولات التيسير على أبنائنا الطلاب بإهمال كتابتها مصدراً أساسياً لصعوبة تعلمها, ولكي نسمو بلغتنا العربية ونسهل على أبنائنا تعلم قواعدها, علينا الاهتمام بتدريب طلابنا منذ المرحلة الابتدائية على ضبط العلامات الإعرابية كتابةً ونطقاً وتكثيفها في المناهج المطورة, مع الاستمرار على ذلك في المرحلتين المتوسطة والثانوية حتى يتقن الطلاب تعلم لغتهم العربية تطبيقاً وفهماً.
أ. عادل سليمان المهنا
ماجستير. تعليم عنيزة
عادل سليمان المهنا

إقرأ المزيد
العلاماتُ الإعرابيَّةُ وتعليمُ اللُّغةِ العربيَّةِ
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/443/