حادثة أبكت الوزير
تناقلت كثيراً من وسائل الاعلام ومواقع التواصل الإجتماعي التويتر والفيس بوك صورة بيضاء مشرقة ومشرّفة للرئيس الاميركي باراك اوباما وهو يجهش بالبكاء متألماً ومتأثراً بوفاة العشرات من المواطنين بسبب إعصار ساندي الذي اجتاح الولايات المتحدة الاميركية مؤخراً وما خلفه من خراب ودمار وخسائر بمليارات الدولارات
فقد غمرت مياه الفيضانات شبكة مترو الأنفاق والمنازل في ولاية نيويورك كما تناقلت وسائل الاعلام صورا أخرى لأوباما وفريقه وهم يتابعون تطورات الإعصار الذي دمر الولاية وقد كانت علامات الألم والحزن واضحه على مُحياهم
فضلا عن مغادرته واشنطن وسفره الى نيويورك للوقوف على التطورات عن كثب ودعوة السكان لإتباع إجراءات الآمن والسلامة القصوى لتجنب حدوث خسائر وأضرار اكثر
فقد كانت علامات الحزن والألم الشديد التي اتضحت معالمها على وجوه جميع المسؤولين والمواطنين الامريكيين على حد سواء وفي مقدمتهم الرئيس اوباما هي مشاعر منطقية وإنسانية لما مرت به البلاد من كوارث طبيعية قاهرة ألحقت الضرر بالمواطنين والممتلكات
وهي مشاعر من طبيعة الروح الانسانية يشعر بها الإنسان حينما يمر بصعاب واخطار فيقدم كل شخص المساعدة ومد يد العون لأخيه الانسان المحتاج دون أن ينتظر منه كلمات شكر وعبارات امتنان وهذه المشاعر طالما قد مررنا بها نحن المواطنين وتذوقنا لحظاتها بجميع تفاصيلها وسط ايام سابقة وسنوات مروّعة وموحشة
وكأننا بإيدينا زرعنا التلاحم في بلادنا وجنينا ثمار الاخوة الانسانية والمحبة مهما كانت التسمية والمسمى والادلة والشواهد على هذا الحال كثيرة ومتعددة.
ورغم ان المواطن البسيط عاش هذه اللحظات الانسانية بعفوية وصدق إلا اننا لم نرى أي موقف رسمي إلا ما ندر كموقف المسؤولين الامريكيين والرئيس أوباما
فلم نرى دموع وزيراً او مسؤولاً متأثراً وهو يرى تناثر جثث أخواننا وابناء هذا الوطن بتفجيرات الحقد التكفيري أو ان مسؤولاً آخر قد عض على اصابعه ندماً عند سماعه نبأ غرق جده او حتى حادثة طالبات جامعة حائل الشنيع و احتراق مدرسة البراعم وغيرها الكثير
حتى لو كانت دموعه مصطنعه من أجل أهداف سياسية!! بينما كانت دموع المسؤولين الامريكيين والرئيس اوباما كالمطر المنهمر على مواطنيه رغم ان عدد مسؤولينا من وزراء ومدراء وأعضاء كبيرٌ جدا وأكثر بكثير من مسؤلي الولايات الاميركية
بالرغم من اننا لا نعلم يقيناً مدى مصداقية دموع الرئيس اوباما!! لكنه مع ذلك فقد سطر موقفاً تاريخياً مشرّفا وأظهر صورة براقة لما يجب ان يكون عليه المسؤول المخلص والحقيقي تجاه البلد والمواطن
علما إن إجمالي عدد القتلى من احداث اعصار ساندي حتى هذا اليوم بقرابة المائة مواطن فقط وهذا العدد قليل مقارنة بالضحايا الذين قتلوا في بلادنا بسبب الكوارث الطبيعية والأعمال التخريبية وربما هذا هو السبب الفعلي في عدم مبالاة بعض مسؤولينا تجاه الوطن والمواطن....
ممدوح العضيباوي
تويتر: mamdouh220@