سبحان الله خير ما ابدأ به الحديث, والحقيقة ما حدث للابنة تالا الشهري (الطفلة المغدورة) أمر جلل هز الأسر في البيوت السعودية وبالأخص الأمهات العاملات اللواتي يقمن بخدمة وطنهن بكل إخلاص. وهذه الحادثة جعلتهن يتارجحنا في كفتي الميزان كفة تقول لها (اعملي و استمري) وكفة تقول (اتركي عملك وابقي في بيتك راعيه لأسرتك وأطفالك). وليكن ولنقول بأن كفة بقاها في بيتها رجحت وهي مقتنعة بذلك؟؟؟؟؟ طيب من سيحل مكانها في عملها؟ من يدرس بناتنا؟ من يعالج النساء؟ من.. ومن.. ومن.. أعمال كثيرة تقوم بها المرأة خارج منزلها من ينوب عنها. أنني أوجه حديثي للرأي العام وأقول هل من مجيب أنني اصرخ وبأعلى صوتي بالنداء لكل مسئول في أي قطاع تعمل فيه المرأة أن يستحدث مكاناً لحضانة الأطفال وبأسرع ما يمكن حتى تطمئن كل أم وأب علي أطفالهم وفي وقت الاستراحة تمر الأم على طفلها وتراه ويطمئن قلبها. حتى ولو تساهم كل موظفة بمبلغ بسيط في هذه الحضانة. كنت قبل أربعين عام موظفة وما يكن هناك استقدم للخادمات إلا بإعداد بسيطة وينعدوا على الأصابع, وكنا نضع أطفالنا عند نساء في البيوت المجاورة لنا في الصباح ونأخذهم عند انتهاء العمل وذلك بمبالغ بسيطة جداً جداً قد تضحكون إذا ذكرت المبلغ من كثرة ما هو زهيد, ومع ذلك سوف اذكره (.٥ ريال ) عن الشهر . شف كم هو المبلغ زهيد, بس كانوا أطفالنا في أمان بقدرة الله كأنني أتمني أن نرجع لذلك الزمن ونريح أنفسنا من هذه العمالة التي نعاملهم وكأنهم فرد من الأسرة في المكان المكيف والطعام الطيب وحسن المعاملة لأننا ولله الحمد شعب مسلم نرغب في رضا الله عنا أولاً وأخراً.
أنا هنا أوجه الحديث بعد هذه المقدمة لكل مكتب استقدام للعمالة المنزلية وأقول لابد أن يكون هناك معرفة تامة للخادمة قبل حضورها لكفيها بأن تعرف كافة الشروط التي تحمي حق الكفيل وحقها أيضاً, وخصوصاً ما له علاقة بتعاملها منذ استقدامها حتى إنهاء عقدها المتفق. ومن هنا نكون قضينا على جزء من المشكلة, وسبحان الله هذه شعوب قويه يأتي العامل أو العاملة وإذا ما عجبه الوضع هرب. يا ناس كيف تهربوا في وطن ما تعرفوه بعكسنا نحن إذا سافرنا لأي دوله للسياحة مثلاً نكون خائفين من أن نتعرض لما لا يسر, ونظل حريصين على جوازاتنا وأوراقنا الرسمية....الخ ومع ذلك لو يحدث لنا أي شيء نذهب بأسرع ما يمكن لسفارتنا في تلك الدولة لمساعدتنا. أم هولا العمالة وكما يحدث لكثير من الأسر, فتفعل الأفاعيل وعندما تهرب أو تفعل شيء مخالف للأنظمة فهي تكون في غاية الاطمئنان لا خوف ولا رهبه. فلماذا يا ترى؟؟؟؟؟
فلم ينال أي شخص من استقدم العاملة إلا الخسارة في المال والوقت, والجهد, والخوف أيضا من خسارة الأرواح , فرحمة الله على ابنتنا وابنة الوطن تالة الشهري والهم أهلها الصبر والسلوان ويا ليت بأن يكن هناك وقفة جادة وملموسة من هذه التجربة المريرة.
معكم معلمة. متقاعد تظم صوتها مع من هن على راس العمل. الرياض
ماذا بعد الطفلة المغدورة ابنة المعلمة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/373/