يوشك العام الدراسي لعام 1442هـ أن يبدأ وحتى الآن وزارة التعليم لم تحسم أمرها في الكيفية التي سوف يتم فيها التعليم . هل هو عن بعد أم مباشر (حضوري) أم المزج بين هذا وذاك , بل إمتد ذلك إلى المعلم والمشرف والإداري . أعتقد أن إتخاذ قرار من هذا القبيل ليس من السهولة بمكان , وزارة التعليم لا تستطيع لوحدها أن تتحمل تبعات ذلك , القرار بحاجة إلى مشاركة العديد من الأطراف مثل وزارة الصحة والإتصالات ويتوج ذلك بقرار سياسي ملزم لجميع الأطراف , في المستقبل المنظور لا يوجد علاج سحري لفيروس كورونا كما تقول منظمة الصحة العالمية , والعديد من دول العالم التي رفعت الحظر عادت إلى الإنغلاق وأخرى تفكر بذلك جديا , مع وجود تحذيرات بموجة ثانية أشد فتكا , الصورة في العالم ما زالت (ضبابية) ووزارة التعليم ما زالت مترددة في إتخاذ قرار بهذا الخصوص . التعليم عن بعد ليس الخيار المناسب ولكن (الضرورة) قد تقتضي ذلك . حتى في الأحوال العادية التعليم عن بعد يجب أن يكون مساندا وليس أساسيا . التعليم ليس مجرد تحصيل معلومات ومن ثم (إمتحانات) لتقييم المعلومات التي حصل عليها الطالب . بل هناك من المهارات والمعارف لا يمكن إكتسابها وتعلمها إلا عن طريق الحضور والمشاركة والتفاعل وليس من وراء حجاب , حتى لا يأتي يوم ونجد فيه الكثير من الطلبة تنطبق عليهم عبارة (المتفوقين دراسيا , المتخلفين إجتماعيا) ؟! , ناهيك عن بعض المواد العلمية التي تحتاج إلى حضور كي يتم إستيعابها (التطبيقية) . أعتقد أن التعليم عن بعد في الفصل الدراسي الأول هو الخيار الأفضل حتى تتضح الصورة (معركة العالم مع كورونا) , على أن يكون الحضور (جزئيا) ويقتصر على المواد التي تحتاج إلى ذلك . في البداية قد نواجه تحديات كبيرة مثل البنية التحتية (التقنية) , ولكن مع الإصرار والتحدي يمكن التغلب عليها , خاصة وأن الجيل الحالي الذي يجلس على مقاعد الدراسة جيل تقني عايش التقنية (الرقمية) منذ نعومة إظفاره . قيام وزارة التعليم بالتنسيق مع وزارة الصحة يعد خيارا إستراتيجيا , لأن إصابة أي طالب بالفيروس قد يمتد إلى المدرسة ومن ثم إلى المدينة .
بقلم / فوزي محمد الأحمدي