الجودة مطلب شرعي وواجب ديني وأخلاقي : إن تجويد العمل وإتقانه والقيام به على أكمل وجه من أبرز ملامح ديننا الحنيف ؛بل إنه من أهم قواعد الدين الإسلامي .
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -:"إن الله كتب الإحسان على كل شىء .. الحديث"
لقد اعتبر علماء الإسلام هذا الشطر من حديث الرسول الكريم قاعدة جامعة من قواعد الدين الإسلامي الحنيف .
قال الإمام النووي- رحمه الله –"هذا الحديث من الأحاديث الجامعة لقواعد الإسلام"
وقال عبد اللطيف الجرداني :هذا الحديث عظيم ،وهو من قواعد الدين ،ومن عمل به نال كل خير ،وسلم من كل ضير "
فنحن أمام واجب ديني يلزمنا بضرورة إتقان الأعمال وتجويدها في كافة مناحي حياتنا اليومية لا يستثنى منها شيء حسبما ورد في حديث الرسول الكريم الذي عبر بقوله ".... كل شيء.... ".
والمتأمل في عصرنا الحالي وغيره من العصور السابقة يجد أن التعليم والتعلم من أجل الأعمال التي تميز الأمم المتحضرة ؛بل إن التعليم هو القاطرة التي تقود الأمم إلى الحضارة وتضعها في منزلة سامية بركب الحضارة العالمي .
إن جودة التعليم في عصرنا الحالي لم تعد ترفا أو حدثا استثنائيا ،إنها في الواقع من أوجب ما يحرص عليه القائمون على العملية التعليمية والتربوية.
فإذا تجاهلت المؤسسات التعليمية مواكبة نظم الجودة التي تميز كبرى المؤسسات التعليمية في عالمنا العربي بل والعالم أجمع؛ فإنها ستصبح لا محالة أثرا بعد عين ذلك لأن من لا يتقدم يتقادم خاصة أننا نعيش عصر القرية الصغيرة ، فكل ما يحدث في المؤسسات التعليمية في أي مكان في العالم مشاهد ومنظور على صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة .
تعريف جودة التعليم :"هي مجموعة من المعايير والخصائص الواجب توافرها في جميع عناصر العملية التعليمية في المؤسسات التربوية ،وذلك فيما يتعلق بالمدخلات والعمليات والمخرجات التي من شأنها تحقيق الأهداف المطلوبة للفرد والمؤسسة والمجتمع وفقا للإمكانات المادية والبشرية ."
إن جود التعليم ترتكز على مجموعة المعايير التي تعتمدها المؤسسة والتي تساهم في تقديم مخرجات تعلم عالية الجودة تحقق أهداف المؤسسة التعليمية وتلبي حاجات المجتمع ،وذلك من خلال ضبط العمليات داخل المؤسسة و تطبيق الممارسات بنجاح كل ذلك باستخدام الإمكانات المادية والبشرية المتاحة .
ومن خلال الواقع العملي هناك مؤسسات تعليمية بإمكانات معقولة حققت مخرجات تعليم مطابقة لمعايير الجودة المطلوبة ،والعكس هناك مؤسسات تعليمية تمتلك إمكانات ضخمة لكنها لم تستطع أن تقدم للمجتمع مخرجات تعلم تتوافق مع أدنى معايير الجودة المطلوبة رغم إمكاناتها العالية .
وهي كذلك "عملية توثيق البرامج والإجراءات وتطبيق الأنظمة واللوائح والتوجيهات بهدف تحقيق نقلة نوعية في العملية التعليمية والارتقاء بمستوى الطلاب في جميع الجوانب الجسمية والنفسية والعقلية والروحية والاجتماعية من خلال إتقان الأعمال الخاصة بالعمليات التعليمية بالمدرسة وحسن إدارتها ."
إن الهدف الأسمى من جدودة التعليم تقديم نموذج للإنسان الصالح لوطنه ،ولن يتحقق ذلك إلا إذا كانت منظومة الجودة شاملة لكل جوانب شخصية للطالب أو الطالبة الجسمية والنفسية والعقلية والروحية والاجتماعية .
الطبيب والمهندس والمعلم والضابط وغيرها من الوظائف والمهن بلا أخلاق وبلا قيم وبلا نفسية سوية وبلا مبادئ وبلا انتماء للوطن وللمجتمع الذي تربى فيه هم قنابل موقوتة تضر المجتمع أكثر مما تنفعه تعيق تقدمه بدلا من أن تضعه مع الأمم المتقدمة .
ويتجلى أثر الجودة على المؤسسات التعليمية في النقاط التالية :
(1) التيقن من تحقق رؤية المؤسسة التعليمية ورسالتها وقيمها وأهدافها.
(2)رفع القيمة التسويقية للمؤسسة التعليمية بين مثيلتها من المؤسسات الأخرى.
(3)تعزيز إجراءات التقييم الذاتي بين أفراد ووضع معايير قياس الأداء لكافة العاملين بالمؤسسة التعليمية.
(4)ضمان التطوير المستمر لعملية التعليم والتعلم .
(5)غرس قيمة روح فريق العمل بين العاملين داخل المؤسسة .
(6)اكتساب ثقة المجتمع وكافة المعنيين بالمؤسسة التي تطبق معايير الجودة وتحصل على الاعتماد.
(7) الجودة تكسب المؤسسة التعليمية القدرة على المنافسة محليا وإقليميا ودوليا .
(8)تطبيق مبدأ المساءلة للجميع فالمسؤولية جماعية وفق معايير الجودة .
(9)حصول المدرسة على الاعتماد يعني اعتراف بأن المؤسسة ناجحة يتحقق فيها اعلى معايير جودة التعليم
(10)سريان روح الانضباط حيث إن جودة التعليم عامل مهم يضبط كافة العمليات داخل المؤسسة .
(11)معايير الجودة تضمن الشفافية وبالتالي القضاء على الفساد .
(12)استخدام إمكانات المدرسة البشرية والمادية داخل المؤسسة استخداما مثاليا .
(13)الجودة تقود العملية التعليمية لتكون عملية تتمحور حول الطالب .
(14)توفر الجودة قواعد بيانات محدثة ودورية لكافة جوانب المؤسسة مما يعزز ثقافة التوثيق .
(15)الجودة تدرب القيادات الإدارية على وضع قرارتها بناء على معلومات موضوعية .
(16)غرس ثقافة التحسين المستمر لأداء كافة العاملين بالمؤسسة التعليمية .
(17)الجودة توفر الوقت والجهد من خلال ممارسات محددة وواضحة .
(18)تطوير المناهج الدراسية وتفعيلها بشكل يعود بالنفع على الطلاب .
(19)وضع نظم للتقويم المستمر للارتقاء بالمستوى العلمي للطلاب .
(20)تحفيز الطلاب وإكسابهم ثقافة التعليم الذاتي .
د/حسن خليل الورواري
مدير إدارة الجودة وقياس الأداء بشركة الفال التعليمية.
وعضو مجلس الجودة السعودي.
د/حسن خليل الورواري

أثر جودة التعليم على المؤسسات التعليمية
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/276908/
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
4 pings