" التعليم عن بعد خيار استراتيجي " هذا ما صرح به مؤخرا معالي وزير التعليم حمد آل الشيخ عندما حلت جائحة كورونا بالعالم ، والتي فرضت على الشعوب ضرورة التباعد بين الأفراد والجماعات ، و ألزمت الناس صغارهم و شيوخهم بضرورة اتباع التعليمات الصحيحة للحد من انتشار الوباء ، و توقفت المدارس التقليدية والجامعات عن استقبال طلابها وطالباتها ضمانا لسلامتهم ، وبات طول فترة التوقف يؤرق ويبعث القلق عند المسؤولين عن التعليم في العالم ، وخاصة عالمنا العربي وبلادنا، فكان لزاما العودة بالطلاب والطالبات لمنصات التعليم عن بعد ، والذي من صوره وتطبيقاته المدرسة الافتراضية عالية الجودة ، والتي يصل لها الطلاب عبر برمجيات خاصة تبث من خلال شبكة المعلومات الدولية المعروفة لدى الجميع بالإنترنت ، و يستخدم كل طالب وطالبة وولي أمره اسم مستخدم وكلمة سر خاصة به يتمكن من بعدها الدخول للمدرسة الافتراضية ، و تتبع و مشاهدة شرح الدروس بأفضل الطرق التدريسية المدعمة بالوسائل التوضيحية ، مع جودة صورة عالية وصوت واضح ، ثم بعد متابعة لكل درس يجد الطالب الواجب المكلف بأدائه ، ثم يتابع المعلم طلابه ويكتب ملاحظاته لطلابه في الفصل الافتراضي ، ويستطيع توجيههم لما يراه مناسبا لزيادة تحصيلهم العلمي ، ويستطيع الطالب تدعيم فهمه ومراجعة دروسه عن طريق الصورة الأخرى للتعليم عن بعد ، وهي قنوات عين التلفزيونية ، والتي تبث شرح للمقررات الدراسية لجميع مراحل التعليم في السلم التعليمي السعودي ، والمتتبع لقنوات عين التعليمية يجد أنها تبث شرح لكافة المقررات الدراسية بأفضل الكوادر التعليمية والتقنية ، وتحرص جميع هذه القنوات الرائعة على إعادة ما تبثه في أوقات تناسب جميع الطلاب ، والتعليم عن بعد في الجامعات يتم بدخول موقع الجامعة للتعليم عن بعد على شبكة الإنترنت ، و الدخول باسم خاص للمستخدم وكلمة سر ثم الذهاب لاختيار المادة المتاحة للطالب والطالبة واختيار القاعة الافتراضية ، والدخول للمحاضرة وتتبع الدكتور المحاضر في القاعة الافتراضية وخلال المحاضرة الجامعية يسمح للطلاب والطالبات بالتفاعل والمشاركة مع الدكتور المتواجد في القاعة الافتراضية، ورصد الحضور والغياب ومدى مشاركات الطلاب والطالبات في المحاضرة ، ولكل دكتور مادة أسلوبه وطريقته الخاصة في التحضير، والتقييم واختيار الأساليب المتنوعة في التقويم ، ومما لا شك به أن التدريب عن بعد لأولياء أمور الطلاب وخاصة المرحلة الابتدائية لكيفية وصور التعليم عن بعد ، والشراكة الفعالة والدائمة بين وزارات التعليم في عالمنا العربي وشركات الاتصالات أثرا أيجابيا ينمي من فعالية ومكانة التعليم عن بعد ، وتقضي على سلبياته ، ويحفز الطلاب والطالبات للمزيد من التعلم الذاتي وتطوير المهارات الذاتية باستخدام الطفرة الحديثة في وسائل الاتصال ، وتخفف الأعباء المالية على الدول العربية والتي يخصص فيها النصيب الأكبر من الميزانية للتعليم العام والجامعي و التعليم العالي .

كتبه / نواف بن شليويح العنزي