بدو أن العالم جميعا قد أعلن الحرب على فيروس كورنا بنسخته الحديثة , الحرب الآن ما زالت في مرحلة الدفاع (التموضع) , من خلال إتخاذ العديد من الإجراءات التي تساعد على الحد من إنتشار المرض ولكنها لا تساهم في القضاء عليه (وقائية) , يعني الجهود المبذولة حاليا لا تتجاوز حدود الخروج بأقل قدر ممكن من الخسائر , على وزن إغلاق الحدود , تقليص الرحلات الجوية , تعليق الدراسة , إغلاق دور العبادة , التعقيم , الحجر الصحي , تقييد الحركة بين المدن , الغاء جميع الفعاليات الإجتماعية , الغاء المؤتمرات ... الخ ) , بإنتظار أن يأتي الفرج (العلاج)من أمريكا والتي تعد الدولة الأولى المتقدمة في القطاع الصحي , ولكن يبدو أن أمريكا ليس في عجلة من أمرها , وقد صرح أكثر من مصدر رسمي بأن العلاج قد يكون جاهزا في الصيف , مما أثار الشكوك من كون هذا الفيروس يندرج تحت بند (الحروب البيولوجية) ؟! وفي المقابل يبدو أن الفيروس قد أنتقل من المرحلة التي كان فيها الأقل عدوى من سلالة (إس) , الى الأكثر عدوانية من سلالة (إل) وهنا تكمن الخطورة (متلون) أو بمعنى أدق قاتل متسلسل , فالفيروس قد تستمر فترة حضانته نحو الشهر قبل أن يتمكن من المصاب , وبعد أن يكون المصاب سااهم في نقله إلى أعداد كبيرة من الناس ! وأيضا المصاب في حال شفائه منه لن يكتسب مناعة ضده وقد يعود إليه مرة ثانية وقد حصل ذلك في بعض الحالات ! الفيروس حاليا يمر بمرحلة الهجوم الضاغط ولا أحد يستطيع إيقافة أو الحد من خطورته , بل نجده قد تحول الى وباء في العديد من الدول في العالم مثل الصين وكوريا وإيران . أعتقد أن الأخطر من ذلك كله أن معظم الدول في العالم ما زالت لا تفصح عن الأعداد الحقيقية من الإصابات والوفيات , وهذا بدوره يساهم في عرقلة الكثير من الجهود المبذولة في مكافحة الفيروس والقضاء عليه . أعتقد أن الإجتماعات التي تم عقدها بين كل من وزارتي التعليم والصحة لن تخرج بنتائج حاسمة , الأمر يتطلب إصدار قرار (سياسي) عاجل بتقديم العام الدراسي وهذا أمر تقتضيه المصلحة العامة العليا , وقد إتخذت العديد من الدول في العالم قرارات من هذا القبيل ، في تقرير صادر عن منطمة اليونسكو قالت فيه : ان هناك (290) مليون طالب توقفوا عن الدراسة حول العالم بسبب إنتشار فيروس كورونا . ويأتي دور كل من وزارتي التعليم والصحة في وضع الآلية التي سوف يتم بموجبها تنفيذ وتفعيل ذلك سريعا حفاظا على صحة ومستقبل الطلاب (المجتمع) . تعليق العمرة مؤقتا واغلاق الحرمين الشريفين بعد صلاة العشاء وإلغاء العديد من الفعاليات والمناسبات الإجتماعية خطوات صائبة ومباركة وتصب في خانة المصلحة العامة .
بقلم / فوزي محمد الأحمدي