"التنمية المهارية للقيادة التربوية"
تشكل التنمية المهارية للقيادة التربوية مطلباً تربوياً تطويرياً في ظل النمو الاقتصادي العالمي والمتغيرات التكنولوجية المتلاحقة, الأمر الذي أصبح لزاماً على المؤسسات التربوية مجاراة التغيرات الجديدة, ومواجهة متطلبات العصر الحديث من خلال تطوير وتنمية قياداتها التربوية, ورفع كفاءتها وزيادة فاعليتها؛ لتتمكن من الوصول إلى بر الأمان.
ونظراً إلى تلك التحديات نشأت الحاجة إلى ايجاد قوة عمل غير تقليدية تتميز بالقدرة على الابتكار وبمهارات عالية, حيث إن تنمية المهارات القيادية لدى الأفراد والقيادات التربوية مرتكزاً اساسياً لتحقيق التنمية البشرية كاملة, كما وحازت القيادة التربوية على أهمية كبيرة في الفكر الإداري المعاصر؛ مما زاد من حدة التنافس والصراعات حول القيادة, الأمر الذي أوجب وقود تنمية مهارية للقيادات التربوية.
لذا تعد القيادة التربوية الفعالة صمام النجاح لكل مؤسسة تربوية, كما وتعتبر قيادة تعاونية فعالة إذا استطاعت خلق رؤية تربوية مع تهيئة المناخ المناسب؛ للوصول إلى أعلى مستوى من الإنجاز, مع قدرتها على الاتصال المباشر مع جميع العاملين في المؤسسة التربوية, ومتابعة جميع الإجراءات في سبيل تحقيق هذه الرؤية التطويرية, وتزداد فعالية القيادة التربوية بما لديها من القوة على استقطاب الكفايات لتعزيز قدرات المؤسسة التربوية, والتركيز على مواطن القوة لدى العاملين من أجل تحقيق رؤية مشتركة كما تسعى لإحداث التغيير كفرصة للنمو والتطوير.
وعليه فقد حرصت المملكة العربية السعودية كغيرها من الدول على توفير جميع الموارد المتاحة لمنظمات القطاع العام بما فيها قطاع التعليم العام, في تنظيم وتوحيد الجهد البشري تحت ما يسمي تنمية الموارد البشرية والقيادية. وانطلاقاً منذ ذلك فقد اتخذت عملية التطوير عدة خطوات لتنفيذ التطوير الدائم لتنمية القيادات التربوية وتأهيلها, والتي جاء من ضمنها: تشجيع ثقافة التنظيم للفكر الجديد, ومشاركة القادة على اختلاف مستوياتهم في حل المشكلات, وتحديد برامج التطوير, بالإضافة إلى تقدير القادة ومكافأتهم على جهودهم في أعمال التطوير, وتقديم الأفكار الجديدة بطريقة مناسبة, وتشجيع القادة على تحدي الأساليب التقليدية للعمل, واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإتاحة الفرصة للإدارة العليا والقادة على اختلاف مستوياتهم لتشجيعهم على التفكير في تجاربهم, والاستفادة منها, تشجيع المديرون والقادة على تحديد احتياجاتهم وأهدافهم, وتشجيه المديرون والقادة على اكتشاف فرص التعلم في حياتهم اليومية, توفير الجهود التنظيمية التي يمكن أن يستفيد منها العاملون والتعلم منها, والاستفادة من أخطائهم وتعاملاتهم الغير سليمة, ونجاحاتهم ايضاً.
كما وتوجب على القيادة التربوية صياغة استراتيجية العمل مع العاملين ونقلها للآخرين, وتحديد المجالات الرئيسية التي تدعم عملية القيادة التربوية الفاعلة, كما وأن تنمية برامج التطوير والتنمية المهنية للقيادة التربوية تحتاج الجهد والصبر من اجل الوصول إلى الجودة وتحسن الأداء بشكل فاعل, وتوفير كافة امكانيات التطوير والتدريب لتحقيق التطوير الملائم, كما ويتوجب ضبط وتطوير معايير الأداء التي يمكن عن طريقها مراقبة التقدم والتحسن في أداء وتوجه القيادة التربوية بشكل خاص.
نستخلص مما سبق: بأن التنمية المهنية للقيادات التربوية هي حاجة ملحة من أجل التطوير والإبداع, وعلاج نقاط الضعف, وزيادة نقاط القوة لدى القيادة التربوية بما يضمن تميزها وفاعليتها, ونشر المحبة والتعاون بين القيادة والعاملين مما تسود المحبة والعطاء بين العاملين, منعكساً ذلك على الأهداف العامة للمؤسسة ونجاح تنفيذها, وتطويرها بتطور المهارات المهنية للقيادات التربوية الفاعلة.
هيا ثالب العلياني

التنمية المهارية للقيادة التربوية
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/274437/