في يوم الثلاثاء ما قبل الماضي توفي طالب على يد زميله في إحدى المدارس المتوسطة التابعة لتعليم جدة , وقبل شهر أيضا حصلت واقعة مماثلة في أحد المدارس الإبتدائية في مدينة الرياض , وما بين هذا وذاك (حفل زفاف يتحول الى مأتم) طفل لم يتجاوز سن الخامسة عشر يقتل رجل في قصر أفراح ؟! هذا فيض من غيض لما يمكن أن يحصل في المستقبل القريب إذا لم يتم وضع حد لهذا العنف (الجنون) . لقد أصبح من المعتاد أن تجد الكثير من طلاب المدارس فرادي وزرافات خاصة عند الإنصراف وهم يدخلون في شجارات عنيفة ! بل أحيانا تجد الكثير من الأطفال وهم يلعبون في الشوارع حتى ساعات متأخرة من الليل والأسر آخر طناش ؟! لقد أصبح الشارع يتولى التربية والرعاية والعناية . ثمرة ذلك كله تجده في ساحات المدارس (إستهتار ، عنف , قتل) , بل أصبح المعلم يفكر ألف مرة قبل أن يحضر في سيارته إلى المدرسة لأنها غالبا ما سوف تتعرض للعبث , وكثيرا ما نقرأ في وسائل الإعلام عن تعرض بعض المعلمين أو حتى مديري المدارس للضرب من قبل بعض الطلاب . للأسف تراجعت مكانة المعلم في المجتمع ! لا أستغرب أن يتم تحميل مدير المدرسة أو المعلمين أو حتى مدير الإدارة التعليمية المسؤولية (كبش فداء) . المدرسة بكل مكوناتها تم تجريدها من دورها التربوي , ولم تعد لها أي صلاحيات فعالة في هذا المجال , ولم يعد الطالب يعبأ بأي كان (ممنوع الضرب) وها نحن نحصد ثمار ذلك ويرتد علينا . لا يمكن أن يتم وضع حد لهذا العنف إذا لم يتحمل المجتمع جزءا كبيرا من المسؤولية . بعض أولياء الأمور للأسف قد لا يعرف في أي مرحلة يدرس إبنه ولم يسبق له أن قام بزيارة المدرسة , بل عندما يطلب منه وضع حد لتصرفات إبنه أو مراجعة المدرسة لا يستجيب الى ذلك إطلاقا ؟! هذا النوع من أولياء الأمور اعتقد أنه يجب أن يتم منح مديري المدارس صلاحية إستدعائهم عن طريق الأجهزة الأمنية . ايضا الطلاب الذين يميلون إلى العنف يجب عدم إعفاء أولياء أمورهم من المسئولية (العقاب) , وأيضا الطلاب الذين تتكرر تجاوزاتهم يجب أن يتم تحويلهم الى طلاب منازل , اعتقد انه يجب أن يتم اعادة النظر في وقت خروج الطلاب من المدارس , بحيث يكون الخروج في أوقات متفاوتة وليس دفعة واحدة للحد من الصدام .
بقلم / فوزي محمد الأحمدي - تبوك