الوطن هو القلب الذي يلج إليه المحبوب،
والمعشوق يشارك القلب هواه ودمه،
هذا هو الحب القاتل، الذي لأجله نموت،
وهذا هو المحبوب الذي نفاخر بحبه،
ذلك الشخص الهائم في عشقه، المجاهر بالغرام الأسير في قلبه، هو من يعتز ويزداد شرفا بأنه عاشق لوطنه، هائم في هواه، عائم في مائه، منتهياً في ترابه.
أي عشق حلال نتحدث عنه..
إنه عشق الأنبياء لأوطانهم، عشق الصالحين من صفوة الخلق أجمعين،
نبينا المصطفى وحبيبنا المجتبى محمد ﷺ الذي قال:(ما أطيبك من بلد، وأحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك) رواه الترمذي.
عندما نعشق أرضنا، ونعتز بمجدنا، ونفخر بإرثنا، ونوالي قيادتنا، ونبني مستقبلنا، ونحقق تطلعاتنا، فذاك تحقيقاً لرؤية وطن طموحة، ذات أبعاد سياسية واقتصادية تعانق سحاب الهمم.
همتنا الجموحة تجعل وطننا يتربع فوق القمم،
يتبوأ هامة المجد والعطاء التي لا تعلوها قمة.
قمة في الفضاء..يحدونا إليها شموخ وطن العزة والكرامة، وطن القوة والسؤدد.
من يعيش على أرض هذا الوطن يدرك معنى الأمن والأمان، يدرك معنى العدل والإنصاف، يدرك معنى القيم النبيلة والخلق الرفيع، يدرك كل عظيم وجميل على وجه الأرض.
وطني الذي يقاسمني عيشي وبه أعيش،
به أحيا لأنه غذاء بدن،
به أحيا لأنه لجسدي سكن.
فيه أموت لأنه عشق أبدي دائم،
فيه أموت لأنه لجسدي قبر لازم.
كيف لي ياوطني أن أقبل بعقوقك وأنت .. من أنت!؟
أنت الأرض التي أستقلها،
وأنت الهامة التي أعتليها،
وأنت الهواء الذي أتنفسه،
وأنت الغذاء الذي أتذوقه،
أنت لجسدي وعاء،
أنت لعيني بهاء،
أنت لنَفَسي نقاء،
أنت لسقمي دواء.
أنت يا وطني .. من أنت!؟
أنت من يعجز البليغ عن وصفه،
أنت من يغوص الشاعر في بحره،
أنت البناء الشامخ الأشم بقيادته وشعبه.
تنهار الكلمات، وتترهل الجمل التي تُنسج لأجلك.
وطن وصفه فوق الوصف.
نعم يا وطني..
أنت وطن المقدسات والمنجزات،
أنت وطن الماضي التليد، والحاضر المجيد، والمستقبل الزاهر العتيد.
دمت شامخا عزيزا ياوطني..
وطنٌ..
أَسْتَقِل أرضه، وأسْتَظِل سماءه، وأستنشق هواءه.
كفاني منك يا وطني أن جسدي ممزوج بترابك حيا وميتا.
كفاني منك يا وطني ما أتنعم به على أرضك من نعم لا حصر لها.
وطني..
أنت وطن الأوطان كلها.
وطني..
أنت لي وطن .. وقلبي لك وطن.
ثابت بن عبدالله الشريف

إقرأ المزيد
بك أحيا..و..فيك أموت
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/272789/