سبق وأن أطلقت وزارة التعليم ثمان حملات صيفية للتوعية ومحو الأمية للرجال والنساء في أربع إدارات تعليمية في المملكة خلال الفترة من 4 / 10 / 1440هـ إلى 4 / 12 / 1440هـ يعني لمدة شهرين فقط . كان من ضمن هذه الإدارات التعليمية منطقة تبوك وبالذات محافظة الوجه . في البداية لا بد أن أوضح بأن اختيار إدارة التعليم بمنطقة تبوك من بين (43) إدارة تعليمية لم يأتي من فراغ , بل كان نتاج مطالبات مستمرة ومتابعة من قبل القيادات التعليمية في إدارة التعليم , وأيضا هو بمثابة إعتراف وتقدير بالمكانة التي تحتلها إدارة التعليم بمنطقة تبوك , وأيضا بالدورالهام الذي تقوم به على مستوى الإدارات التعليمية الأخرى في المملكة . لم أكن أتوقع هذا الإقبال المنقطع النظير على فصول محو الأمية من قبل من فاتهم قطار التعليم (رجالا ونساء) وبدون استثناء . ولكن لو تأملنا في الأسباب من منظور علمي بعيدا عن العاطفة لوجدنا أن هناك تحديات جدية بل وجودية أصبحت تواجه هذه الشريحة من المجتمع . الجيل الماضي ممن فاتهم قطار التعليم كانت (الهوة) الثقافية أو بمعنى ادق الحضارية التي تفصلهم عن بقية مكونات المجتمع محدودة , ناهيك عن كون إيقاع الحياة كان بطيئاً جداً والتغييرات التي كانت تحصل في المجتمع تكاد أن تكون محدودة للغاية . الوضع الآن إختلف وقد أدرك ذلك ممن فاتهم قطار السن قبل أن يدرك ذلك أصحاب الشأن والإختصاص , لأنهم هم أول من يعاني من ذلك (الصدمة الحضارية) . ايقاع الزمن سريع جدا وتعريف الأمي لم يعد حصرا على من لا يحسن قراءة الحرف والكلمة , بل الأهم من ذلك من لا يستطيع التعامل مع التقنية الحديثة , من الجوال الى الحاسب والنت وإنهاء المعاملات بل وحتى صرف الراتب التقاعدي (ضحايا التقنية) . أثناء جولة مدير عام التعليم المستمر بالوزارة على مراكز التوعية ومحو الأمية ترافقها المساعدة للشئون التعليمية بنات بمنطقة تبوك , لفت إنتباهي إمراة وقد بلغت من العمر عتيا وتسير على عكاز وقد التحقت بفصول محو الأمية , وصورة أخرى لمديرة عام التعليم المستمر وهي تضع يدها على كتف احدى الدارسات (لمسة إنسانية حانية) . وايضا وجدنا شيء من هذا القبيل من قبل مدير التعليم والقيادات التعليمية الأخرى وهم يتفقدون سير العمل في هذه الفصول التعليمية . أعتقد بأن المدة المقررة (شهرين) لا تكفي ناهيك عن أن مدة الإجازة الصيفية لا تسمح بأكثر من ذلك , ويا حبذا لو تم تحويل هذه المدة الى (كورس) يسمح لم إجتازة بالانتقال الى الصف الثاني تعليم الكبيرات , وأتمنى ان يتم صرف مكافأة شهرية رمزية للملتحقين بها كحافز وتشجيع لهم . بقي أن ننوه بجهود المدير العام للتعليم في دعم الحملة وبالذات التنسيق مع العديد من الإدارات الحكومية للمشاركة في الحملة ودعمها .
بقلم / فوزي محمد الأحمدي - تبوك