مملكتنا الغالية تحتضن أطهر بقاع الأرض وأشهرها، يسكنها أوفى وأنبل شعب، يقودها أزكى الرجال ذوي الحزم والعزم.
عندما تكون الثمرة يانعة فإنها حتما ستكون هدفا لمن يأكلها أو يلوثها ..
ولكنه عندما يكون مالك الحقل متيقظا فإن تلك الثمرة لن تُمس بسوء..
تلك هي مملكتنا اليانعة التي باتت هدفا لكل معتدٍ وحاقد، من الداخل والخارج.
إنها المملكة العصية التي لم يستطع أحد المساس بها وبأمنها وسيادتها، إنها مملكة العطاء التي لم تدخر جهدا ومالا لدعم ذوي الحاجة من دول العالم الإسلامي قاطبة، إنها مملكة العهود التي لم تنكث ميثاقا،
يستهدف الأعداء أمنها فينقلبوا صاغرين،
يستهدف الأعداء اقتصادها فيستيقضوا خاسرين،
يستهدف الأعداء لحمة شعبها وقيادته فيصبحوا نادمين،
يستهدف الأعداء قيم مواطنيها فيصعقوا واجمين.
دمتم ياوطني وقيادته وشعبه سورا عظيما ضد الحاقد والحاسد والمعتدي.
عندما يتحدث التاريخ عن سور الصين العظيم فإنهم يتحدثون عن جماد صلد قاوم الزمان قرون، وظل متماسكا نستلهم منه العبر، منذ إنشائه لم يبرز لنا من يستحق اسمه، حتى يومنا هذا الذي برز فيه من أزاح عنه الستار، وسحب من تحته البساط،
أنها المملكة العربية السعودية العظمى بوطنها وقيادتها وشعبها الذين كونوا سورا عظيما يخلده التاريخ، ويتغنى به الشعراء،
ذلك السور العظيم الذي لم يستطع أحدا ارتقاؤه، أو تدنيسه، أو حتى السير على جادته.
لننظر لأي سور..
ألم تعجبنا فيه لبنات، وتسوؤنا فيه لبنات؟
أعتقد هكذا تركيبة الأسوار، وإن كانت منيعة..
ولكن تلك اللبنات السيئة لا تؤثر في صلابة ومناعة السور، لأنها تستخدم لتدعس عليها تلك الصخور الضخمة الأبية التي تزيدها توازنا وثباتا عنما تتكئ عليها.
تلك اللبنات الممتهنة لا تستقر في موضعها إلا مادامت تحت الضغط والدعس من تلك الشامخات..فإن لم يحصل لها ذلك فإنها تتسب في الانهيار أو الخلل لذلك السور الذي يفقد تماسكه وصلابته.
وطني العظيم به من تلك اللبنات المحسوبة عليه التي تقع تحت ضغط شرعي ومجتمعي ونظام مؤسسي لكيان عظيم يشق طريقه لتحقيق رؤية طموحة بوقود نفاث في ظل قيادة الحزم والعزم أيدهم الله وسددهم..
نعم..
عندما نقول سورا عظيما فإن منعته تقف في وجه كل خائن غادر، وبالمرصاد لكل معتد ماكر.
ياله من فخر وعزة نعتز بها في هذا الوطن العزيز بفضل الله ثم بضل قيادتنا الرشيدة،
وطن سلمان حزمه ومحمد عزمه والشعب جنده.
أي عزة نحن فيها والشعوب خارج هذا الوطن يحسدوننا على نعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى، فله الشكر وله الحمد، بل إن منهم من يتغنى بسمو ولي العهد وفقه الله ويقول -بتصرف- بلغوه السلام الذي رفعكم أيها السعوديون فوق العالم..
نعم والله اليوم نعتز بهويتنا وقيادتنا ومقدراتنما، فلله الحمد من قبل ومن بعد، وله الحمد حتى يبلغ الحمد منتهاه.
أعلم ويعلم غيري من اللبنات الصلبة التي يقوم عليها سور السعودية العظيم بأن الوطن أمانة في أعناقنا وأن الانتماء له فرض عين، وأن الولاء لقيادته مستمر لا ينقطع، فهو بيعة في أعناقنا وفقنا الله لها.
أعود لما يلوث أبصارنا وأسماعنا وأفكارنا من تلك اللبنات السيئة في هذا السور العظيم وأقول..فليستمر الدعس ليبقى السور منيعا ضد كيد كل كائد، وأمام عين كل حاسد.
وأهمس لكل غيور يعيش على أرض هذا الوطن العزيز الشامخ بتجنب ما يسيء له من نقل أخبار غير صادقة، أو نقل ما يدعم المتربصين له من ممارسات مقصودة أو غير مقصودة مثل التصوير للأحداث أو الوقائع أو أخطاء المسؤولين والمواطنين، وتزييف الحقايق، والارتقاء على قيم ومبادئ المجتمع المستمدة من ديننا الحنيف في وسائل التواصل وغيرها، والتي ينادي بها ولاة أمر هذا الوطن العزيز.
دام عزك ياوطن..
دام سورك العظيم..أرضا وقيادة وشعبا.
الكاتب: ثابت بن عبدالله الشريف