تطلق وزارة التعليم ثمان حملات صيفية للتوعية ومحو الأمية للرجال والنساء في أربع إدارات تعليمية في المملكة خلال الفترة من 1440/10/4 إلى 1440/12/4 ، وتستهدف الوزارة من ذلك محو الأمية الأبجدية , من خلال تعريف الدارسين والدارسات بأحكام الدين وقراءة القرآن الكريم على الوجه الصحيح وتعليم القراءة والحساب ونشر الوعي الصحي والاقتصادي والزراعي ... الخ !! (صحيفة التعليم) . الحقيقة لا أعرف اذا كانت الفترة الزمنية القصيرة (60) ليلة كافية لتعليم كبار السن ومن فاتهم قطار التعلييم كل هذه العلوم ؟! اعتقد إن ما يحصل لا يعدو عن كونه حركات إعلامية لا تمت إلى التعليم بأي صلة ! وهدر مالي ليس له أي مبرر . ناهيك عن التباين في أعمار الملتحقين في هذه الدورات التعليمية وضعف الإستيعاب لدى البعض منهم نظرا للتقدم في السن ومشاغل الحياة . تجد المعلم في هذا النوع من الدورات في سباق مع الزمن لإستكمال المنهج خلال المدة الزمنية القصيرة المتاحة . يقول الكثير من المختصين إن تعليم الحروف ومهارات القراءة يحتاج إلى ما لا يقل عن أربعة أشهر لكبار السن طبعا دون بقية العلوم . وأيضا لا ننسى أن الوقت الذي يتم فيه التدريس غير ملائم سواء كان ذلك بعد صلاة العصر أو المغرب (وقت ميت) , حيث أن الجميع لديه ارتباطات عائلية أو مرتبط بعمل رسمي في الفترة الصباحية . وبالتالي تجد العديد من الفصول المقامة ما أن توشك الدورة التعليمية على الانتهاء الا ومعظم الطلاب قد تسربوا , او لم يواظبوا على الدراسة أصلا ولم يتبقى في الفصل الا اعداد قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ! يعني في هذا النوع من الدورات التعليمية والفترة الزمنية القصيرة المقررة يجب أن لا يزيد عدد الدارسين عن خمسة فقط . أعتقد ان الحل الأمثل يكون في تكليف القطاع الخاص في هذه المهمة تحت إشراف وزارة التعليم وبتمويل منها وفي هذا ترشيد للنفقات وتجويد للخدمة . وأن يتم التدريس من خلال المعلمين الذين لديهم القدرة على التعامل مع كبار السن . وايضا في ذلك تخفيف عن كاهل الوزارة كي تتفرغ لما هو اهم من ذلك .
بقلم / فوزي محمد الاحمدي - تبوك
2 pings