" معا تبوك أجمل " مبادرة بيئية قدمتها المدرسة الثانوية التاسعة للبنات بالمشاركة مع إبتدائية عبدالله بن الأرقم للبنين وتهدف إلى الإهتمام بالبيئة ونظافة الحي . وذلك من خلال توزيع الحاويات وتشجير الأرصفة المحيطة بالمدرستين ورسم اللوحات الحائطية التوعوية (البيئة) . الحقيقة إن هذه مبادرة تشكر عليها المدرستين , ولكن يبقى ذلك مجرد جهود فردية لا ترتقي الى مستوى العمل المؤسساتي القائم على التخطيط والإبتكار (الديمومة) . فمبادرة كهذه تحتاج أولا الى أن تتبناها إدارة التعليم وبالتالي تقوم بنقل (استنساخ) هذه التجربة إلى بقية المدارس بالتدريج , وأيضا المبادرة بحاجة الى تفاصيل نبني عليها (تطوير) . وايضا تحتاج الى نوع من الشراكة ( التعاون) مع فرع وزارة الزراعة وأمانة تبوك من خلال تأمين الأشتال والخبرات . يعني ما الفائدة المرجوة من زراعة أشجار غير مثمرة وخارج أسوار المدرسة والتي يمكن أن تتعرض للعبث والقطع أو الحرق ؟! لماذا لا يتم استبدالها بأشجار مثمرة ونباتات دائمة الخضرة مثل أشجار الزيتون النخيل والحمضيات التي تستطيع تتحمل الظروف البيئية القاسية ولا تحتاج الى العناية الا قليلا , إضافة الى زراعة النباتات العطرية مثل النعناع والريحان والياسمين والذي بدوره يمكن أن يشكل ذلك دعامة للاقتصاد الوطني ، وايضا سوف يضفي جو من الجمال والانتعاش على البيئة المدرسية ، وايضا يتطلب الأمر عن الأشجار ذات الجذور الطويلة والتي قد تتسبب في خلخلة الأساسات والأسوار مثل أشجار الكافور (ضوابط التشجبر) . وايضا هذه الأشجار تتطلب نوع ما من العناية من خلال تأمين شبكة من الأنابيب للري والاستفادة من مياه المغاسل , وايضا تقليم الأشجار بشكل منظم . وحتى النفايات تحتاج الى دراسة للاستفادة منها خاصة أن معظم المخلفات عادة ما تكون من الورق والعبوات الفارغة ( فرزها) والتي يمكن ان تحقق عائد للمدارس كما هو الحال مع الأشجار المثمرة , ناهيك عن القيمة الجمالية التي سوف يتم اضفاؤها على المكان . ثم أن الحفاظ على البيئة في المدارس يتطلب مشاركة واسعة من قبل الطلاب والطالبات من خلال اتاحة الفرصة لهم لزراعة الأشتال وايضا إقامة الندوات وإجراء المسابقات حول البيئة والنظافة وترشيد استهلاك الطاقة والمياه في المدارس ومنح الجوائز للمدارس المتميزة في هذا المجال ، وبالتالي هذا يساهم بدوره في تعزيز الجانب الوجداني والسلوكي لدى الطالب وفي تنمية الحس بالمسئولية تجاه (البيئة) , ومن خلال مشاركتهم في هذا النوع من المبادرات يمكن أن نخلق جيل من الطلاب والطالبات يستطيع أن ينقل هذه التجارب الى منازلهم وبالتالي يكون ذلك (نواة) لمجتمع صديق للبيئة , وهو الهدف النهائي الذي يجب أن نعمل جميعا على تحقيقه , خاصة وأنا الاحظ لجوء الكثير من المواطنين الى قطع الأشجار من أمام منازلهم . ايضا ما المانع من استبدال أجهزة التكييف في المدارس بأجهزة ذات استهلاك محدود للطاقة بل وتركيب الواح للطاقة الشمسية فوق ألأسطح المهجورة في المدارس وهذا بدوره سوف يوفر مئات الملايين من فاتورة الكهرباء سنويا . اعتقد بأن ادارة التعليم في تبوك لو تبنت هذه التجارب في المدارس وبالتدريج اعتقد سوف تكون لها الريادة وسوف تتبنى الوزارة التجربة في حال نجاحها ونشرها على مستوى جميع المدارس في المملكة . غالبا ما تكون البدايات متواضعة ولكنها تكون كالشرارة التي ينطلق منها الإبداع .
بقلم / فوزي محمد الاحمدي - تبوك