ما أن يبدأ العام الدراسي يلفظ أنفاسه ألا وتبدأ حالة الطوارئ استعداداً للعام الدراسي القادم , لقاءات وإداجتماعات وما يترتب على ذلك من إصدار التعاميم من قبل الوزارة والإدارات التعليمية تطالب فيه بصفة (عاجل جدا) وخلال أيام معدودات : خطة إجرائية وبديلة والمؤشر الدال على تحقق عفوا نجاح الإجراء , بيانات ومعلومات وإحصائيات بل ومقترحات وتجد الكل في سباق مع الزمن ! يعني في الحقيقة لا أعرف أين كنتم طوال العام الدراسي ؟! في النهاية تجد نفس المشاكل (الأخطاء) تتكرر مع بداية كل عام دراسي ؟! عجز في الكادر التعليمي , الصيانة , المباني , تكدس في اعداد الطلاب , النقص في التجهيزات المدرسية ,المقررات , النقل المدرسي , البنود .. الخ . غالبا المعلومات التي تطلبها الوزارة أو الإدارات التعليمية لا تتم الاستفادة منها على الوجه المطلوب لأنها تفتقر الى الدقة (الضبابية) ناهيك عن كون البعض منها لا يعدو عن كونه من قبيل (المثاليات) نظرا لضيق الوقت ؟! وأيضا يكون العام الدراسي قد انتهى وبدأت عطلة نهاية العام الدراسي والكل على وضعية الصامت ! المدارس مغلقة ومعظم الموظفين يستمتعون بإجازاتهم السنوية وهذا حق مكتسب لهم ولا يمكن لأحد المزايدة عليه إطلاقا , في الوقت الذي يتطلب فيه الإستعداد الجاهزية الكاملة تجد معظم الاستعدادات التي تم بذلها قد ذهبت أدراج الرياح ؟! تجد نفس الوجوه التي تقدم الأفكار وتقود الإستعداد هي التي تتسبب في تكرار الأخطاء مع بداية كل عام , سواء كان ذلك على مستوى الوزارة أو حتى الإدارات التعليمية التابعة لها ! إن الاستعداد عمل (مؤسساتي) يتم وفق برامج يتم وضعها في وقت مبكر من الفصل الدراسي الثاني وليس والعام الدراسي يلفظ أنفاسه , ولا ابالغ اذا قلت إن الأمر يتطلب الإستعداد لعدة سنوات قادمة بناء على معطيات الحاضر (خطة محكمة) , ايضا يجب أن يترك المركز (الوزارة) للأطراف (الإدارات التعليمية) الصلاحية الكاملة في وضع خطط الاستعداد التي تناسبها والتي قد تختلف في كل منطقة أو محافظة عن الأخرى . غالبا من يقود الاستعداد للعام الدراسي هم من القيادات التعليمية العليا (مرحلة ما بعد الدمج) , حيث يطغى الجانب التربوي (التعليمي) على الجانب الإداري ولأسباب تحمل بعد ماديا واعلاميا أو سلطويا (التمكين) . لو تأملنا في معظم الصعوبات والمشاكل التي تتكرر مع بداية كل عام دراسي لوجدناها تحمل بعد (إداري) , في الوقت الذي يتم فيه تهميش القيادات الإدارية , بل لا ابالغ اذا قلت بأن القيادة الإدارية الوسطى (الخدمات المساندة) والتي تعد (الدينمو) المحرك لأي وزارة أو إدارة هي التي من المفترض أن تتولى زمام الأمور , لأن الاستعداد بطبيعته عمل فني بحت يتطلب النزول الى (الميدان) مثل : الصيانة والترميم , والخدمات , والنقل المدرسي , والمباني , والمالية , والشحن والتنزيل والتحميل , الأمن والسلامة .. الخ . غالبا ما يقع العبء الأكبر منه على القيادة الدنيا من منسوبيها . أما القيادات التربوية فمن المفترض أن يقتصر دورها على تسديد الإحتياج من الكادر التعليمي , تطوير المناهج , الأنشطة الطلابية , الإعلام , المشاركة في الإحتفالات والمناسبات .. الخ , وهذه يمكن أن تتم في الغرف المغلقة (الاجتماعات) أو حتى عن بعد !! الإستعداد للعام الدراسي القادم يجب أن ينتهي مع نهاية الفصل الدراسي الثاني (الكادر , المنهج , التجهيزات , الصيانة) على أن تبدأ الدراسة من أول يوم من العام الدراسي , وزارة التعليم جهاز ضخم يخصص لها النصيب الأكبر من الميزانية العامة للدولة , أتمنى أن يتم النظر في تعيين نائب لمعالي الوزير للشئون الإدارية من القيادات الإدارية ويملك من الصلاحيات ما يمكنه من قيادة الاستعداد لكل عام دراسي بسلاسة بعيدا عن التهميش والاقصاء .
بقلم / فوزي بن محمد الأحمدي. تبوك