القيادة الإيجابية والمتميزة لا تشكل لغزا كبيرا، فمعظم القادة الناجحين لديهم سمات ومميزات محددة ومشتركة تساعدهم على التفوق والتميز بشكل عال. وهذه السمات يمكن تعلمها وتطويرها من ظرف أي قائد. فما هي هذه السمات؟ وكيف نفهمها؟ وما الذي يجب القيام به في سبيل تفعيلها وإجرأتها؟
1. بيئة محفزة
إن القيادة الإيجابية حريصة على التواصل اليومي مع الموظفين، باعتباره أداة قوية يمكن استخدامها لخلق بيئة تجلب التحفيز للموظفين وتجعلهم يشعرون بأهميتهم، فضلا عن تقوية الروابط بقيادتهم وتنظيمهم. وعبر التواصل يمكن للقيادة الإيجابية نقل التفاؤل، فالقادة الإيجابيون يلهمون فرقهم للاعتقاد بأن بإمكانهم النجاح. كما أن البيئة المحفزة تقوم على القيادة التي تؤمن بالتشارك في الرؤية فالتفاؤل وحده ليس كافيا إلا إذا كان مصحوبا بشيء ما يمكن للجميع أن يكونوا متفائلين بشأنه، ومنه تخلق أهدافا مدفوعة الغرض، حيث الدافع الحقيقي هو الرغبة في إحداث تغيير شامل بالمؤسسة. كما أن بيئة العمل تكون أكثر حافزيه عندما توظف وتستثمر طاقات العاملين ونقاط قوتهم لغرض يتجاوزهم، آنذاك يشعرون كما لو أن العمل الذي يقومون به يلعب دورا أساسيا في النجاح المؤسسي.
2. عقول معطاءة
عندما نفكر في القائد الإيجابي ، فإننا نستحضر غالبا صورة فرد واثق وآمن وحازم لا يخاف من اتخاذ القرارات، أو من وضع توجه معين لمؤسسته. طبقا لهذا التصور، يعد الانفتاح على الأفكار أو النهج أو الاقتراحات الجديدة من قِبل الآخرين مهارة إدارية يستحيل التغاضي عنها والاستخفاف بها؛ على اعتبار أن الانفتاح والعطاء يمكن أن يكونا رصيدا للموظفين والقادة على حد سواء. فعندما نكون منفتحين على الأفكار والنظر في الأساليب الإبداعية و الابتكارية، فإننا نكون أكثر استعدادًا للعطاء. كما أن هذه العملية لا تتضمن فقط الجهد في قبول الاقتراحات الجديدة والترحيب بها، ولكن أيضا تهيئة بيئة تكون فيها القيادة الإيجابية على استعداد كامل للتطوع بأفكارها.
3. أفكار خلاقة
يمكن للقيادة الإيجابية دعم الأفكار الخلاقة بشكل دائم وبسيط. فعلى سبيل المثال ، يمكن عقد اجتماعات لتدارس وحل المشكلات والعقبات، مع تمكين الموظفين من حرية مشاركة أفكارهم، وإعطاء التقدير المناسب للتفكير النقدي؛ إذ من المرجح أن ينخرط في التفكير الخلاق الموظفون الذين يشعرون بالاستقلال الذاتي في تفكيرهم وبيئة عملهم. كما أن انخراط القيادة الإيجابية في المهام يرتبط بشكل أساسي بالعمل الخلاق، فهو يجعل الموظفين أكثر انخراطا في عملهم وأكثر إبداعا وخلقا. لذا فإن الانخراط في العمل ، أو مساعدة الموظفين على الانخراط في أعمالهم يمكن أن يؤثر إيجابا على قدرتهم على الخلق والابتكار.
4. إبداعات مميزة
يعني الإبداع إظهار القدرة على طرح الأفكار والمقاربات الأصلية والمبتكرة. ولا يكفي للقائد الإيجابي أن يكون مبدعا، فقادة اليوم مكلفون بإلهام موظفيهم ليكونوا مبدعين أيضا. إذ يمكن للإبداع أن يجعل العمل أسهل أو أسرع أو أكثر كفاءة، وبالتالي تكون الفوائد المحتملة للمؤسسة غير محدودة إن لم نقل لا متناهية. وبالنظر إلى الاهتمام المتزايد بالإبداع في مكان العمل، يجب أن يكون القادة الإيجابيون ماهرين في الابتكار والإلهام.
5. اختراعات جذرية
الاختراع الجذري هو ابتكار يحل نموذج أعمال أو نظام جديد محل نموذج أعمال أو نظام قائم. وهو على عكس انماط الاختراع الأخرى، يدمر النظام أو العملية الحالية ويستبدلها بشيء جديد تماما، و يغير كلا من المكونات وكيفية تفاعلها، ويجمعها معا بطريقة جديدة لإنشاء حل فريد. إن تحقيق النجاح رهين بما ينتجه القادة من ابتكارات جذرية على مستوى عال من الكفاءة ومن المخاطرة .وعلى الرغم من أن الاختراع الجذري قد يأتي بنسب خطر كبيرة من الفشل، فإنه يمكن للمنظمات والأفراد التخطيط للابتكار الجذري؛ بشكل يتم السعي إليه بشكل استراتيجي ورعايته واعتماده.
6. ابتكارات نوعية
القيادة الإيجابية قيادة قادرة على توليد أفكار إبداعية، بحيث تصبح هذه الأخيرة أساسا للابتكارات النوعية. فالقادة المبتكرون لهم رؤى مبدعة، يمكنهم من خلالها تحفيز من حولهم لتحويل هذه الأفكار إلى واقع. ولا تحتاج القيادة في هذا الصدد حتى إلى أن تكون بالضرورة الطرف الذي يخرج الفكرة من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل . إذ يمكن لها أن تتصور المسار الذي يؤدي إلى أن تصبح تلك الفكرة حقيقة واقعة. وبمجرد قيامها بتكوين هذه الرؤية، فإنها تحتاج إلى أن تكون قادرة على مشاركة الرؤى مع الموظفين والشركاء وإثارة حماسهم لتحويل تلك الرؤية إلى حقيقة واقعة.
الكاتبة:
حنان بنت سليمان الزنبقي