صبيحة اليوم الثلاثاء 1440/6/21 كان الخبر المتداول في وسائل التواصل الإجتماعي عن وفاة الأخ العزيز الزميل الأستاذ يوسف بن عيد العصباني البلوي مشرف القيادة المدرسية في إدارة التعليم بمنطقة تبوك بعد معاناة قصيرة مع المرض الذي أصابه فجأة وكان الشهرين الماضيين يتلقى العلاج في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض حيث وافته المنية وهو صابر محتسب مؤمن بقضاء الله وقدره وكان يستقبل محبيه الذين عرفوا عنه حسن المعشر وكرم الأخلاق للاطمئنان عليه في الرياض كان يستقبلهم متناسياً ما أصابه من مرض بشوشاً كعادته رحمه الله.
لقد رحل أبا عاصم وترك خلفه سيرة عطرة من التسامح والتواضع والتآخي مع زملاءه في التعليم بدءاً من زملائه في القيادة المدرسية وبقية الأقسام من مشرفين وموظفين ومسؤولي التعليم من مدير التعليم ومساعديه وصولاً لقادة المدارس في منطقة تبوك الذين عرفوا منه الأخوة والزمالة والوقوف معهم في الأفراح والأتراح كان أول المسارعين المشاركين في إبلاغ قادة المدارس من خلال قروبات الواتس الخاصة بالعمل في إبلاغ قادة المدارس عن أي ظرف تعرض له زميل لهم من مرض أو وفاة أحد والديهم وكان اول المشاركين في الحضور مواقفه يعلمها كل قائد مدرسة فله مواقف رجولية وتقديرات إنسانية مع الجميع فعلاقته مع كل زميل هي مواقف أغلبها إنسانية وتقديراً لظروف البعض فكل قائد مدرسة يذكر هذه المواقف وحل الكثير من القضايا التي يكلف بها ينهيها بالصلح قبل ذلك كان قائداً في الميدان آخرها قائداً لثانوية بدر ففي الفترة تلك تخرج من هذه المدرسة مئات الطلاب الآن هم في مواقع قيادية فمنهم قضاة وكتاب عدل وضباط ومهندسين ومعلمين وموظفين ففي كل إدارة يزورها يفاجأ بطلابه الذين يهرولون له مقبلين رأسه لتعامله الأبوي مع طلاب في تلك الفترة.
أبو عاصم ممن تم ابتعاثهم لألمانيا قبل سنوات كمديراً للمدرسة السعودية هناك وحصل على درجة الماجستير من ألمانيا وهناك توفيت زوجته فكان ذلك خبراً مؤلماً له وأبنائه الذين كانوا برفقته وعند عودته للوطن عاد للعمل الإشرافي وتميز به كتميزه بأخلاقه ومحبة الجميع له الذين كانوا كل يوم خلال فترة علاجه على تواصل معه وزيارات له في الرياض حتى كان هذا اليوم الذي فجعنا لوفاته رحمه الله.
هكذا رحلت.. في ومضةٍ من الزمن، ومن دون سابقِ إنذار.. اختطفك المرض، وغيبك الموت.. ولكن...
بحجم الصفاء والنقاء كان الرحيل،،، فرحلت وابتسامتك لا تفارق شفتيك، والموت حين كان مجرد كلمةٍ تُقال ولا أكثر.. أصبح اليوم واقعا لا رجعة فيه.. سيكون حضورك ها هُنا كالسراب غير أنك باقٍ دوماً في قلوب الأحباب.. ملامِحُك، وبياض قلبك، ابتسامتك، وسماحة وجهك هي ذكرى فرحةٌ في كل الأوقات.. فرحمة ربي عليك يا يوسف..
اللهم إني أسألك أن ترحم وتغفر لأخي يوسف البلوي ، وأن تثبته في قبره، وأن تغسله بالماء والثلج والبرد، وأن تنقيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اجعل موته راحة له من كل سوء، واجعل موته رحمة له يا أرحم الراحمين.. اللهم وسع له قبره وجعله روضة من رياض الجنة، اللهم اجعل قبره أول منازل بشراه وأول خطاه إلى الجنة... اللهم وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. وإنا العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا عاصم لمحزنون وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عبدالرحمن محمد العطوي
إعلامي وقائد تربوي