إن التقويم الذاتي هو قدرة المعلم على الحكم على تدريسه بموضوعية و أن يرى بوضوح حجم التعلم الذي يحدث داخل الغرفة الصفية. ومن المفيد أن يشارك المعلم في عملية التقييم لأدائه ذلك، لأن مشاركته في هذه العملية تقوي دافعيته للتدريس و تؤثر في مستوى تحصيل طلابه. و على العكس تماما، فعدم مشاركة المعلم بأي آراء أو أفكار يتم طرحها من قبل المقيِّم تجعل المعلم يرى الطابع الغالب على عملية التقويم طابعا تسلطيا.
فالتقويم هو عبارة عن وسيلة من وسائل ضمان الجودة، تعتمد على بيانات موضوعية بأقصى درجة ممكنة، وقد أثبتت هذه الوسيلة فاعليتها في القطاعات الاقتصادية والعلمية وفي المؤسسات الاجتماعية، ويمكن من خلالها تحسين آليات العمل ونتائجه، لذلك أصبح التقويم عنصرًا أساسيًا في تطوير كل المؤسسات، وعلى رأسها المؤسسات التعليمية.
ويسهم التقويم في إعطاء المحفزات اللازمة لتحقيق المزيد من التطوير، ويمثل نقطة انطلاق لتحقيق أهداف معينة، وأهم هذه الأهداف هو الوصول إلى مدرسة جيدة، توفر تعليميًا جيدًا، يحب الطلاب فيها أن يتعلموا، ويجب المعلمون أن يقوموا بالتدريس في جنباتها.
وعلى عكس التقويم الخارجي، الذي تقوم به جهات من خارج المدرسة، فإن التقويم الذاتي يتم بقرار من المدرسة نفسها، هي التي تحدد طريقته، انطلاقًا من رغبة نابعة من داخلها في تقويم واقعها، بناء على معايير تختارها بنفسها، وبهدف الارتقاء بالأوضاع السائدة فيها.
وينبغي على كل مدرسة أن ترسخ ثقافة التقويم الذاتي فيها، لأن ذلك يعبر عن الكفاءة العالية في التعامل مع الصلاحيات الممنوحة لها، وكلما زادت الصلاحيات، عظمت المسؤوليات، وكان عليها أن تحاسب نفسها من وقت لآخر. وتظهر احترافية المدرسة في قدرتها على النقد الذاتي، وتحديد مواطن الضعف والقوة، لتنمية عناصر القوة، والحد من عناصر الضعف، أو التخلص منها قدر الإمكان.