المقال الثالث من سلسلة مقالات "نحو إشراف ناجح"
يشكل التطور التقني هاجسًا لدى الكثيرين في القطاعات المهنية من تبعات التجربة الجديدة والتي تنطوي عليها مخاطر عدم قدرة منسوبيهم على مواكبتها والاستفادة منها بشكل مثالي. حيث إن التقنيات وشبكات التواصل الاجتماعي قد أنشأت لخدمة مستخدمي تلك التقنيات والشبكات وتوفير سبل الراحة لهم في شتى نواحي الحياة ومن بينها التعليم، فقد أصبحت التقنية جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فلهذه التقنيات والشبكات ميزات وايجابيات عديدة تفوق سلبياتها التي غالبًا ما تكون بسبب الاستخدام السيء لها والتي تعود إلى قلة الوعي الثقافي والتقني لمستخدميها. ونفرد في مقالنا هذا الحديث عن جانب مهم للتقنية ألا وهو دورها في تطوير أداء المشرف التربوي على وجه الخصوص.
إن مفهوم الاشراف التربوي من خلال التقنيات هـو ممارسـة أسـاليب إشرافيه تعتمد على التقنيات الحديثة في الاتصال، لدعم المعلمين، وتنميتهم مهنيًا، وتطوير العمليـة التربوية، باستخدام مختلف الأساليب الاشرافيه الحالية، من اجتماعات ورسـائل ودروس تطبيقيـة.
بذلك نجد أن الأسلوب الإشرافي يمكن مـن خلالـه تقديم العديد من الخدمات كالبرامج التدريبية، والأساليب الإشرافية المعروفة للمعلمين، عبر وسائط إلكترونية متنوعة، من خلال الحاسب الآلي والإنترنت وأدواته بأسلوب متزامن أو غير متزامن، بالاعتمـاد علـى مبـدأ الإشراف الذاتي، الأمر الذي يساهم في تطوير أداء المشرف التربوي بشكل فعال، من حيث التواصل السريع واستفادته من الوقت الذي كانت تقتضيه الأعمال اليدوية، وسرعة الحصول على التغذية العكسية في أوقات قياسية.
ومثلت التقنيات المستحدثة في نظام التعليم بالمملكة روافد جمة لتطوير أداء المشرف التربوي، فيتضح بأن استخدام شبكة الإنترنت في عملية الإشراف التربوي، تنوعت من الإشراف بالمراسلة والإشراف الذاتي والإشراف بالبريد والإشراف غير المباشر والإشراف الإلكتروني.
عند استخدام تقنيات الإنترنت وأدواتها في عملية الاشراف التربوي، تختلف الأدوار التي يمكن أن يقوم بها كل من المشرفين والمعلمين وإدارة الإشراف التربوي، فيصبح من الضروري تطوير هـذه الأدوار لتصبح فعالة وقادرة على استثمار هذه التقنية بصورة جيدة. حيث إن على المشرفين التربويين القيام بعمليات تصميم برامج وتوجيهات إلكترونية وتوظيفها عبر خدمات الإنترنت، وهنا نأتي بالذكر على نظام نور وما يحتويه من أدوات توجيه وإرشاد المعلمين للتفاعل وبيانات رقمية تتيح العمل كفريق عمل تعاوني، كذلك تطوير مهارات المعلمين للتعلم الذاتي عبر الحاسوب والإنترنت، وتشجيعهم لمزيد من التفكير والإبداع في استخدام التقنيات المتاحة من قبل إدارة التعليم و المشاركة الجماعية التعاونية بين المشرفين والمعلمين، داخل المدرسة وخارجهـا مـن خـلال الاتصال فيما بينهم من أجل رفع مستوى الأداء لدى المعلمين، وهنا نجد أنه سيصبح دور المشرفين مطورين للمناهج بمساعدة المعلمين للوصول إلـى صـورة تكامليـة للمقررات الدراسية، إضافة لتصميم برامج متنوعة - علاجية وإثرائية - تناسب جميع المعلمين والمستفيدين من خدمات الاشراف التربوي بشتى فروعه، مع المحافظة على تقويم البرمجيات وفق معايير الجودة الشاملة والتي تلتزم بها وزارة التعليم ضمن مؤشرات الأداء الخاصة بكل معيار من معايير العمل التربوي، وإدارة الجانب التربوي والتعليمي حيث يكون دورهم في التحاور والمناقشة وإعطاء أمثلة لمواقع إلكترونية متصلة بالمهام المراد مناقشتها وإنجازها.
حقق استخدام التقنيات للمشرف التربوي العديد من الفوائد التي ساهمت في تطوير أدائه المهني في شتى مجالات الإشراف التربوي، من إشراف مدرسي وصولاً إلى الإشراف في إدارات الاختبار والقبول، وكافة أوجه الإشراف، والتي ساهمت بشكل إيجابي في سرعة إنجاز الأعمال المناطة به، ورفعت من كفاءة الأداء لدى المشرفين، الأمر الذي أسهم في تحقيق المستهدفات لكل معايير العمل الاشرافي. لذا وجب علينا العمل الدؤوب على استمرارية البرامج التدريبية ومواكبة تطور التقنيات بما يخدم رؤية وزارة التعليم الاستراتيجية.