المقال الثاني من سلسلة مقالات " نحو إشراف ناجح "
مما لا شك فيه أن النهوض بالعملية التعليمية والسعي لتحقيق مستويات مثالية في جودة المخرجات في التعليم العام بالمملكة من المتطلبات الرئيسة لتطوير المنظومة التعليمية بما يضمن تحقيق معايير الأداء المستهدفة ضمن الرؤية الطموحة للمملكة، والتي يُعد التعليم إحدى لبناتها الأساسية بما سيقدمه من مخرجات وأجيال قادرة على تلبية وتحقيق متطلبات رؤية المملكة.
ولما يواجه مجال التعليم العام من متغيرات تجتاح المجتمع، وأيضا لتحقيق طموحات المجتمع في ضوء ما يشهده من تلك التغييرات وكذلك لتحسين أوضاع العملية التعليمية والنظم الحالية القائمة والتي تسعى وزارة التعليم حثيثًا لتطويرها من خلال العديد من المحاور التربوية والتعليمية.
وألقي الضوء في هذا المقال على أهم تلك المحاور ألا وهو الإشراف التربوي وذلك لكونه يرتبط بعمليات الإدارة والتي تتحقق من خلال مجموعة وظائف تبدأ بوظيفة التخطيط كعملية منظمة توضع بغرض ترجمة الأهداف إلى خطوات متتابعة في رؤية مستقبلية واضحة بالإضافة إلى عملية التنظيم وتوزيع الوظائف بين مختلف أفراد الإدارة التعليمية، وكذلك وظائف إدارة الاختبارات والقبول ، والرقابة للتأكد من أن الأهداف المرسومة يتم تحقيقها وفق الخطط والمعايير المستهدفة وجميع هذه الوظائف هامة لتحقيق الأهداف المرسومة.
حيث ركزت رؤية المملكة على أهمية الرقي بالمنظومة التعليمية والتربوية بجميع مكوناتها، للخروج بأجيال تمتلك روح المثابرة والقيادة مزودة بالمعرفة والمهارة والسلوكيات المنضبطة لتمثيل المملكة خير تمثيل في المحافل المحلية والدولية، فالنهوض بالعملية التعليمية نهوض بالمجتمع، حيث برز ذلك من خلال البرامج التي تسهم في بناء وتمكين منظومة التعليم بالمملكة، واستثمارها كما ذكرنا محليًا ودوليًا من خلال برامج طموحة مركزة على الأبعاد الدينية والتاريخية للمملكة لتحقيقها مثل مراكز الأبحاث والمدارس النموذجية والمكتبات .
كما ويبرز اهتمام وزارة التعليم ومن خلال المناط بها من أهداف وجب العمل عليها في إطار رؤية المملكة بالشراكة المجتمعية عمومًا، وبالدور الرئيس للأسرة والتي تمثل اللبنة الأساسية لتنشئة أجيال ذات كفاءة عالية تسهم بخدمة وطنها، فمشاركة أولياء الأمور في العملية التعليمية، وتمكينهم من كافة الأعمال التعليمية اللازمة وذلك من خلال برامج تربوية وتقنية جديدة صممت لخدمتهم تتميز بالجودة العالية وتسهيل الحصول على المعلومة والمتابعة الفعالة لأبنائهم مثل برامج ارتقاء، وبرنامج نور.
لذلك نجد التغير في الأولويات التعليمية والتربوية بما يتناسب والرؤية الطموحة لوزارة التعليم والمنبثقة من رؤية المملكة، فيبرز التركيز على برامج مراحل التعليم المبكر، وتطوير المناهج وربطها بتقنيات التعليم الحديثة، وتأهيل وتدريب الكادر التعليمي والقيادات التربوية.
وسنفرد في مقالاتنا القادمة استعراضًا لبرنامج نور والذي يعد باكورة إنجازات البرامج الإلكترونية التي بدأت في نظام التعليم بما حققه ويحققه من أساس لبنية رقمية أسست لعمل الميدان التربوي قادر على مواكبة وتلبية متطلبات التطور المستهدف في المجال التعليمي بالمملكة.