المقال الأول من سلسلة مقالات " نحو إشراف ناجح "
يسعدني أن أستهل بهذا المقال باكورة سلسة مقالات "نحو إشراف ناجح " بتسليط الضوء على مفهوم الإشراف التربوي وتطوره، وصولاً لاستعراض مقومات المشرف التربوي الناجح، ومتطلبات هذا النجاح، تحقيقًا للأهداف التطويرية بإدارة التعليم المنبثقة عن رؤية المملكة 2030.
عرف مفهوم الاشراف على أنه البحث والتقصي عن الأشياء التي يحددها المشرف الباحث مسبقًا، إضافة لما يجده من معاني ومستجدات أثناء عمله الاشرافي، من ثم تطور المفهوم إلى أنه مجهود المشرف الذي يبذله عن عمله في مهامه الإشرافيه لمساعدة المعلمين ومرؤوسيه في أداء وظائفهم بالشكل الأمثل، تحقيقًا للأهداف الإشرافية المستهدفة، والتوجيه السليم نحو حل المشاكل التي تواجههم أثناء أداء أعمالهم ووظائفهم، للارتقاء بهم وتحقيق النمو العلمي والمهني المطلوب.
من ثم نجد أن هذا المفهوم تطور بشكل أكثر فاعلية وشمولية، ليطلق عليه الإشراف التربوي، والذي يُعنى بتقويم وتطوير العملية التعليمية، ومتابعة وتنفيذ كل ما يتعلق بها لتحقيق الأهداف التربوية، وهو بذلك يشمل الإشراف على جميع العمليات الجارية في المدرسة، سواء كانت صفية أو إدارية أو أنشطة تربوية أخرى في المدرسة وخارجها.
ومع تطور وتوسع مفهوم الإشراف التربوي، أصبح يضم في جانب العمل الميداني مع زيارات المدراس وتقديم النصح والتوجيه السليم للمعلمين والإداريين، ورفع تقارير الأداء عن مستوياتهم، ضم الإشراف التربوي بشموليته إلى المساهمة في تطوير أداء المعلم والإداري ومساعدته لرفع كفاءته، الأمر الذي يعود على تحسين مخرجات العملية التعليمية والتربوية.
لذلك نجد أن المشرف التربوي يناط به العديد من المهام المحورية في العملية التربوية، وأوردها هنا مع مراعاة القارئ الكريم للأعمال المناطة بالمشرف التربوي كل وفق تخصص إدارته وقسمه:
متابعة تدريس المنهج وفق تعليمات وإرشادات الوزارة لكل مقرر.
الاهتمام بتوافر الكتب المنهجية وأدلة المعلمين والطلبة المتاحة من قبل إدارة التعليم.
المساهمة بتوزيع المنهج المقرر وفقًا لأسابيع الفصل الدراسي.
متابعة جداول ترتيب المقررات.
متابعة متطلبات واحتياجات المدرسة ومرافقها.
متابعة انتظام المعلمين والطلبة من خلال تقارير نظام نور
متابعة القدرة الاستيعابية للفصول للطلبة.
تدقيق جداول النتائج وفق التعليمات وتقديم التوصيات اللازمة حول النتائج الفصلية والسنوية للطلبة.
متابعة ما يستجد في المدارس المسند للمشرف متابعتها من مظاهر غير اعتيادية، ورفع تقارير حولها والحلول المقترحة للمعالجة.
المشاركة الفعالة مع المعلمين.
كما يرتبط نجاح العمل الإشرافي التربوي بكل ما يتعلق من تحسين لأداء المعلمين، ورفع كفاءتهم، وذلك من خلال أساليب إشراف تربوي متعددة:
إعداد خطة إشرافيه متكاملة وفق مراحل، حسب تعليمات وإرشادات الإدارة التعليمية.
متابعة اللوائح والتعليمات ذات العلاقة بالعمل الاشرافي والتربوي.
دراسة وتحليل وتقييم الدراسات والأبحاث الإشرافيه السابقة، وتوصيات من سبق من مشرفين.
تقديم الدعم والتوجيه للكوادر التعليمية الجديدة.
إعداد البحوث والدراسات الإشرافيه والتربوية اللازمة، وإعداد تقارير حول واقع التعليم ومقارنته بالمستهدفات التعليمية.
ولا نغفل جوانب ومهام الإشراف المكتبي العديدة ومنها:
الاهتمام باللوائح المنظمة للعمل المدرسي.
إعداد خطة العمل السنوية الخاصة بالمشرف، وقسمه أو إدارته.
إعداد التقارير حول زيارات المشرف للميدان كلٌ وفق إدارته.
المساهمة في شرح نظام نور، لإداري المدارس ومعلميها، وأهمية أتمتة الأعمال المكتبية فيما بين ولي الأمر وإدارة المدرسة والإدارة التعليمية.
المساهمة في أعمال خدمة جمهور عملاء الإدارة التعليمية من أولياء أمور وإدارات المدارس بالمنطقة التعليمية.
وضع خطط وبرامج تدريب المعلمين والإداريين بالمدارس، يضاف لهم منسوبي إدارات التعليم بما يعزز من كفاءتهم المهنية. وتحسين المخرجات التربوية والتعليمية.
العمل على إبداع أساليب تقويمية ذاتية- تغذية راجعة.
إعداد وتطوير البحوث العلمية والتربوية، بما يخدم تحسين المخرجات التربوية والتعليمية.
ختامًا، وبعد استعراضنا لمفاهيم الإشراف التربوي، وأهم نطاقات الأعمال الخاصة بالعمل الاشرافي، سأتوجه بمشيئة الله في المقالات القادمة للإسهاب في مقومات نجاح المشرف التربوي.
ولنا بكم لقاء بعون الله،