مر المجتمع السعودي بتحولات كثيرة شأنه شأن كل المجتمعات، ولا شك أن التعليم كان له دور بارز في التأثير والتأثر بهذه التحولات المختلفة، وفي كل المراحل كان المعلم هو حجر الأساس الذي يلعب الدور البارز بالإضافة إلى الأسرة والمجتمع بأسره.
الانحرافات الفكرية التي واجهت بعض الطلاب خلال هذه المراحل تجعلنا ننادي ونركز ونطالب بأن يكون للمعلم والمعلمة دور بارز ورئيس في مساعدة الطلاب على تشكيل توجهاتهم بمختلف الأساليب والطرق والوسائل التي تضمن أن يمارس هذا الدور الذي يعتبر الحصن الرئيسي لحماية الطالب والمجتمع والوطن.
اليوم ننتقل إلى مرحلة مختلفة تماماً تجعلنا لا نطالب بعملية تعليمية اعتيادية فقط بل نطالب بعملية تعليمية متميزة وطموحة تخلق طالباً متميزاً متمكناً واعياً فكرياً ومتمكناً علمياً عاشق لهويته معتز بوطنه، كل ذلك مطلب رئيس وليس ثانوني، خصوصاً وأننا نتحدث عن رؤية طموحة تبحث عن أن تجعل المملكة في مصاف الدول الأولى عالمياً، ولن أبالغ أننا نمتلك قدرات وإمكانات مبدعة ومتميزة قادرة على أن تجعل المملكة من أبرز دول العالم في كل النواحي، وقبل ذلك نمتلك عقيده ودين يدعونا إلى أن نتقن ما نعلمه وأن نغرس ما بأيدنا حتى لو كنا نعلم أن القيامة ستقوم غداً وهو دعوة لكي نعمل ونعمل ونعمل.
اليوم أرى أمام عيني بحكم عملي طالبات يمتلكن رغبة عالية نحو التميز، أرى في أعينهن السعادة وهن يمارسن الأنشطة المدرسية، أرى فيهن ركيزة من ركائز المستقبل، وأجد أن الطالبة المتميزة هي الأكثر وعياً، هي القادرة على التعاطي مع الأنشطة بتفاعل أكبر، المحبة للتعاون مع زميلاتها، الرغبة في النجاح المشترك، المتعاطية مع المنافسة بروح عالية، وبتقبل عالي لتفوق زميلاتها عليهن، وهذه الروح هي التي ستخلق لنا مجتمعاً متميزاً متماسكاً مفكراً بوعي في تعاطيه وتعاونه.
نحن شعب طموح ولدينا قيادة طموحة ونمتلك مرتكزات تضعنا في المقدمة وأمامنا مهمة كبيرة ومسؤولية عظيمة في قيادة العالم الاسلامي ومتى ما استدرك كل فرد فينا هذه الحقيقة فلن يهدأ له بال من دون أن يقدم كل ما لديه من امكانات وقدرات لتحقيق هذا الهدف.
بقلم هلا بنت حسن الغبان . معلمة اللغة الانجليزية
عضوة في مجلس التميز تعليم منطقة تبوك