ما أجمل الحياة ذات العمل المتقن الدؤوب،
وما أجمل العمل الذي يؤدي إلى حياة.
الحياة إن لم يكن فيها عمل صالح، فلا نصيب في الآخرة لمن عاشها.
إن عممت..فهي الحياة الدنيا والآخرة،
وإن خصصت..فهي سنة دراسية ونتائجها.
نحن اليوم في نهاية عام دراسي، حافل بالعطاء، وفق مؤشرات عمل تعكس واقعا تجرع فيه الميدان صنوف المعاناة، ليحقق أداءً نوعيا، يتوافق وتطلعات قيادتنا الرشيدة، ويحقق رؤية الوطن 2030.
اليوم..جل العاملين في الميدان التعليمي، يزهون فرحا، ويغردون ابتهاجا بختام عام دراسي مليء بالعطاء والجد والاجتهاد..
سعداء بما قدموا، وبما سيجنون من ثمر بعد أيام قلائل، عندما يتبوأ أبناؤهم الطلاب منصات النجاح والتفوق.
نتحدث عن صفوة من هذا المجتمع -منسوبي الميدان التعليمي-، نتحدث عن قامات من المعلمين والإداريين يغص بهم الميدان.
عجبي..
كيف لهؤلاء النخبة أن يقتلوا حلمهم ليموت في أسبوعه الأخير؟
كيف يهنأ من يقدم على الانتحار لتتبخر الجهود المبذولة على مدى عام دراسي حافل؟
من يعمل في الميدان التعليمي، ويلامس حاجات الطلاب، ويشعر بالمتغيرات الإيجابية على طلابه طول العام، لن يُقْدم على حرق أوراقه في يوم الحصاد.
أي عقل يصدق هذا؟!
أي واقع يحكيه؟!
إن افترضنا جدلا بأن هذا الأنموذج موجود في مجتمعنا، فأجزم بأنه لا يصلح أن يبقى ضمن فريق العمل في هذا المجتمع النخبوي.
ياسادة..
أعتذر لكم جميعا ولمجتمعي ولوطني..
ذلك لأني لم أُقِم سرادق عزاء، أو أشيع جنازة ذلك الأسبوع الأخير من العام الدراسي، أسبوع جني الثمر اليانع، أسبوع الحصاد.
لعدم علمي بأنه مات!
ولا أعلم من هو طبيبه الذي قرر موته!
ياكرام.. لطفا بعقولنا!!
أسبوع تقتض فيه مدرستي- وغيرها كثير من مدارس وطني- بالطلاب، بل حقق حضورهم نسبة عالية جدا.
ولا أكون مبالغا، ولا أدعي المثالية..
فهناك نماذج من المدارس نسبة حضور الطلاب فيها قليل، وقليل جدا.
ولكن إن حدث هذا..
فهل يعمم على الجميع؟
وهل يطلق الموت جزافا؟
أأصدق بأنه ميت؟
أأصلح قائدا إن صدّقت؟
أأكذب على نفسي ومجتمعي وأصدق كذبتي؟
أأجبر الناس أن تصدق بأنه مات، وأنا قادر على إحيائه؟!
تلك كارثة مهنية إن فعلت كل ذلك.
أتفق..بأن الطالب هو محور العملية.
ولكن هل غيابه في بعض المدارس يجعل الأسبوع ميتا على مستوى الوطن؟!
أقنعوني..
كيف لميت يستطيع الحياة؟
من عرّاب الطب الذي ينعش الموتى؟
لا تذهبوا بعيدا مع وساوس العمل..
لا أعتقد أن هناك سر خلف هذه الديباجة (الموت والحياة) لتضاف لمنجزات (س وَ ص)!.
كان هناك مواد تُلزم الطلاب على الحضور في الأسبوع الأخير، وقد كان ذلك دعما للمدارس يدفع الأبناء للحضور والانضباط، ورُحّلت إلى أسبوع الاختبارات، لتعطي مساحة جيدة للغياب في ذلك الأسبوع-لبعض الطلاب، في بعض المدارس-.
يطلب من قيادات المدارس ردم الفجوات التي يحدثها عدد من الأشخاص...
ويبقى الدور بعد ذلك..المحاسبة، لا الإشادة.
حقيقة..
يجب أن نعمل سويا للارتقاء بواقعنا التعليمي، والمهني.
يجب أن يشاركنا صناع القرار في الحلول، بموضوعية.
يجب تعميم النماذج النوعية، كخبرات، على مستوى الوطن، عبر منصة إلكترونية.
إن أردنا جني الثمر بكامل جودته ونظارته، فعلينا أن نرفق بالثمرة وبالفلاح.
إن الثمر وقت حصاده يكون أكثر تحسسا، وأكثر عرضة للفساد.
لا بد من احترافية عالية، لنختم الموسم بتحقيق الرؤية...
ثابت بن عبدالله الشريف

الأسبوع الحي .. متى مات؟!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/260370/
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓