من يقود فريقا في أي اتجاه يسمى قائدا، يعمل على توجيه فريق العمل لديه، يشاركهم منجزاتهم وإخفاقاتهم، يتداول معهم الأفكار التي يتخذ من خلالها القرارات...إلخ
عندما نتحدث عن قائد المدرسة ينصرف التفكير فورا إلى الاتجاه الإيجابي.
قائد المدرسة يحدوه كل شيء للاتجاه الإيجابي..شاء أم أبى.
نظام التعليم يُوجَّهه بشكل مباشر للارتقاء بعمل القائد وعمل الفريق ومخرجات التعليم،
كذلك طموح الطالب، كما أن ولي أمر الطالب شريك أساس نحو هذا التوجه.
إن توحدت غايات الأركان الأساسية -مقدمو الخدمة والمستفيدون- واتضحت أهدافهم فلا غرابة أن تتوافق ورؤية الوطن2030، التي يبذل كل منا قصارى جهده لتحقيقها.
هل يتساوى القادة في القيام بالواجب المنوط بهم؟
وهل هناك قادة لا يستحقون مسمى قائد؟
إن سألت نفسي..فلعلي أكون منصفا إن كانت إجابتي بلا أدري!!
وإن أجبت فتلك مصيبة!!
لأني أدري ولا أريد أن أدري..
ولكن الأهم..من يقود القادة..هل يدري؟
هذه .. لا أعلم!!، فالعلم عند الله وحده.
وسأقف وقفة عند من يدري..
عندما عَلمتَ بهذه الأنماط القيادية لديك، واستطعت تصنيفهم، وعرّضتهم لمحكات عمل أبرزت ما يحملون من رؤية وأهداف،
هل عليك أن توجد لهم مقاعد قيادية في مُنظَّمة العمل لديك .. أم لا؟
هل حان لهم وقت الصّلاح أو لك الإصْلاح؟
دعك عن هذا..
القائد الذي يحمل هم الفريق، هو نمط من أنماط النخبة القيادية، يفرض هذا بعمله، ولا مساومة عليه -من وجهة نظري على الأقل-.
يُبلىٰ حسنا ليتجدد فريقه..
يمرض ليصحّ فريقه..
يخسر ليكسب فريقه..
يتعب ليستريح فريقه..
يفرح لفرح الفريق ويحزن لحزنهم..
هدفه أسمى من أن يذكر..
ممارساته القيادية قد تروق للبعض وقد لا تروق للآخر..
أي قائد أتحدث عنه؟
فضلا عما ذكرت هو:
ذلك القائد الذي يدفع فريقه للأمام..
ذلك القائد الذي يمتص الصدمات..
ذلك القائد الذي يمثل عزلا عن المواجهات..
ذلك القائد الذي يُبلىٰ بلاء حسنا وقت الأزمات..
ذلك القائد .. ذلك القائد.. الذي يحرق نفسه ويضر بأشياء ثمينة في حياته الخاصة لأجل فريقه.. -وياليت قومه يعلمون-.
المؤكد بأن كل ما يعترض القائد لا يقل شأنا عما يعترض المعلم من هم وجهد وضغوط لا نهاية لها..
إلا أن الفارق بينهما يكون في الجهة المقابلة..
المعلم..يعنيه الطالب..
فتشفع للطالب طفولته ومرحلته السنية التي يلتمس من خلالها المعلم الأجر والمثوبة من الله عز وجل، فلا تظهر عليه الطاقة السلبية بشكل مباشر.
أما القائد..فيعنيه..الطالب، المعلم، ولي أمر الطالب، الجهات الخارجية؛ تعليمية وغير تعليمية...إلخ
وهذا سبب لتكوين طاقة سلبية هائلة الجهد والمقدار، مما يجعله أحد أنماط القادة الذين ذكروا أعلى هذا النص.
وإنه لمن الإنصاف أن نتحدث عن ذلك القائد الذي يتعرض كغيره لتلك الضغوط، ويستطيع التعامل معها دون حدوث فاقد على مستوى بيئة عمله على أقل تقدير.
ذلك القائد الذي ظاهره لعمله مثاليا، وباطنه مليئ بالتعب والألم..
ذلك القائد الذي يمسك بالعصا من المنتصف..
ذلك القائد الذي يحول الطاقات السلبية التي يواجهها ويتعرض لها إلى طاقات إيجابية محفزة لفريقه والمستفيدين الذين تقدم لهم الخدمة..
ذلك القائد الذي يشعر به فريقه كشريك في الأفراح والأحزان..
ذلك القائد المنفتح على التجديد والتحسين المستمر، صانعا لقراراته من خلال فريقه.
قد أُسأل..لماذا الطرح الآن؟!
نحن على مشارف نهاية عام دراسي، مليء بالعمل والجهد الشاق، والضغط البدني والذهني، لكل محاور العملية التعليمية، بما فيهم أولياء أمور الطلاب.
نعم .. لقد تكونت طاقات وضغوط غير مرغوبة خلال عام دراسي كامل، ولعل السيطرة على الأعصاب وردود الأفعال تكون في بعض المواقف خارج السيطرة لدى الكثير من تلك المحاور.
ويعول بالشيء الكثير على قائد المدرسة لاحتواء الأمور، وتصحيح المسار، وتقريب وجهات النظر، وتحسين العملية التعليمية، والمحافظة على الثمر ليقطف يانعا في نهاية العام الدرسي...إلخ
بمعنى..لا بد لقائد بارع أن يكون سلة -طاهرة- للطاقات السلبية التي تحملها جميع المحاور، وعليه أن يحول كل تلك الطاقات السلبية إلى طاقات إيجابية تستثمر في إنجاح العمل وإتمام المسيرة.
القائد الذي أعنيه..هو من يجب أن أسأله..
هل أنت قائد محتسب؟!
أم فقدت كل شيء؟!.
ثابت بن عبدالله الشريف

قائد يحمل هم فريق..
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/260136/
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
3 pings