لا اريد أن اتطرق الى ردة الفعل الشعبية والنخب المثقفة ازاء انتشار مرض (الجرب) في بعض المدارس في منطقة مكة المكرمة بل وامتداداها الى منطقة جازان وارتفاع اعداد المصابين وتصريحات معالي الوزير المثيرة للجدل كالعادة والتي غالبا ما تستفز المواطن بل وتتحول الى مادة للتندر والسخرية على شبكات التواصل الاجتماعي (برلمان الشعوب) !! قبل سنوات قليلة انتشر داء الجرب في احدى مدارس تبوك وقد حظي الأمر بالاهتمام والمتابعة الشخصية من قبل أمير المنطقة ومدير التعليم وبالتنسيق مع مديرية الشؤون الصحية بتبوك تم تعقيم المدرسة ومع ذلك استمر تسجيل العديد من الحالات، هنا قرر مدير التعليم غسل المدرسة وتنظيفها واستبدال جميع المقاعد الدراسية بأخرى جديدة وكنت أنا المسئول عن استبدال المقاعد الدراسية وأخر مسئول خرج من المدرسة وقد تمت السيطرة على الداء ولم تسجل بعد ذلك أي حالات جديدة سواء من قبل منسوبات المدرسة أو المسئولين في الادارة . الحقيقة ان انتشار مرض بسيط مثل الجرب وعدم القدرة على السيطرة عليه حتى الآن يدق ناقوس الخطر ؟! للأسف لا وزارة التعليم ولا وزارة الصحة تملك أي (رؤية) واضحة في مواجهة الأمراض والأوبئة المعدية ! يعني وزارة الصحة حتى هذه اللحظة ورغم مضي سنوات على انتشار مرض انفلونزا الخنازير وكورونا فما زالت تسجل حالات اصابة جديدة بين الحين والآخر . الوحدات الصحية المدرسية تم دمجها مع وزارة الصحة فبدلا من الاستفادة من خبراتها في التعامل مع القطاع التعليمي يتم حلها ودمج موظفيها في مستوصفات ومستشفيات وادارات وزارة الصحة ؟! لا أعرف كيف يكون الوضع لو تعرضت المملكة الى حروب بيولوجية سواء من قبل دول أو منظمات ارهابية مثل (الجمرة الخبيثة) وهذه المواد الجرثومية والفيروسية من السهولة بمكان اخفاؤها او التنقل بها حيث انها لا تشغل حيزا كبيرا مجرد بضعة غرامات ليس الا . ما حصل في مدارس مكة المكرمة يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار ولا بد من وضع خطة وطنية تشترك فيها وزارة التعليم والصحة والجهات الأمنية لمواجهة أي تحديات مستقبلية (خطة طوارىء) وان تكون جاهزة وعلى مدار الساعة .
بقلم / فوزي الأحمدي - تبوك
1 ping