أصدر وزير التعليم قرارا تم بموجبه اعتماد نظام المقررات بالمدارس الثانوية بشكل مرحلي خلال ثلاث سنوات بدءاً من الصف الأول الثانوي في العام الدراسي القادم 1439 / 1440 . طبعا كالعادة الكل بدأ يشيد ويكيل المديح ! ثم يقولون لك بأن هذا تم بناء على استطلاع أجرته الوزارة للميدان التربوي والتي أوصت النتائج بتطبيقها ! لا اعرف اذا كان هناك احد في الميدان التربوي (المدارس الثانوية) قد أخذ أحد برأيهم أو استشارهم ؟ ويا حبذا لو أن الوزارة أوضحت لنا النتائج التي خرج بها هذا الاستطلاع يعني نسبة المؤيدين والمعارضين مثلا ؟! في زمن كما يقول بيل غيتس تتوالد فيها معلومة في كل جزء من ستين جزء من الثانية (ثورة المعلومات) نحن نختزل المرحلة الثانوية في مسارين علمي (العلوم الطبيعية) وأدبي (العلوم الانسانية) , في وقت يجب ان نتوسع في المسارات (تمريضي , ومهني) ... الخ !! ان هذا النظام فيه ارهاق وتشتيت للطالب والأسرة طوال ثلاث سنوات وما يتطلبه ذلك من متابعة وخسائر مادية (الدروس الخصوصية) بدلا من ان يكون التركيز على سنة دراسية واحدة (الثالث الثانوي) . غالبا وراء كل متفوق اسرة ناجحة وليس مدرسة لنكن واقعيين . في الماضي كنا نقرأ في الصحف الورقية عند صدور النتائج في نهاية العام عبارة (لم ينجح أحد) ! هذه العبارة في نظام المقررات سوف تتلاشى وتحل مكانها عبارة (لم يرسب أحد) ؟! وبالتالي سوف تنمو ظاهرة (الناجحين أشباه الراسبين) رأسيا وأفقيا ! ثم يأتي من يقول لك بأن الهدف من نظام المقررات هو (تحسين وتجويد مخرجات التعليم) ! ثم وجه العيسى في التعميم الوزاري بالبدء بتقديم الدورات والبرامج التدريبية اللازمة لمنسوبي النظام الفصلي اعتبارا من الفصل الدراسي الثاني ! يعني شغل عجلة (زحلقة) ! التعليم يا سادة يا كرام ليس حقل تجارب كل يدلو بدلوه . في نظام المقررات الطالب مجرد رقم كما دخل خرج الهدف هو الحصول على الشهادة (النجاح) ولا تترك الجامعة أي بصمة أو اثر لديه مجرد وجوه جديدة في كل قاعة . لو سألتم أي دكتور في الجامعة عن اسماء بعض الطلاب الذين قام بتدريسهم يا ترى كم طالب سوف يتذكر ؟! في نظام المقررات لا تجد المدرس المثل أو القدوة لأن العلاقة بين الطالب والمدرس (عابرة) , ثم بدلا من أن يعيد الطالب الاختبار في المادة التي رسب بها في نهاية العام يلزم بالاختبار فيها قبل اختبارات الفصل الذي يليه هل هذا معقول ؟! ثم يأتي من يقول لك بأن نظام المقررات يمنح الطالب الثقة في نفسه (حرية الاختيار) ! طيب اليس من الأولى اذا اردنا أن نمنح الطالب الثقة في نفسه ان نترك له حرية الاختيار بين النظام الفصلي أو المقررات , وهل الطلاب حقا يعانون من أزمة في الثقة بالنفس وبالتالي هذا سوف ينطبق تلقائيا على من يملكون زمام الأمور في وزارة التعليم مثلا . طبعا من يريد ان يواصل دراسته الثانوية عن طريق الانتساب الجزئي او الكلي فنظام المقررات لا يسمح بذلك ! اخيرا الطالب من حقه ان يستمتع بالعطلة الصيفية في نهاية العام الدراسي وهي اصلا ذات هدف تربوي اما حرمانه منها تحت أي مسمى تحت غطاء التسريع في التخرج فسوف تفرز لنا على المدى البعيد ظاهرة الطلاب المتفوقين دراسيا والمتخلفين اجتماعيا .
بقلم / فوزي الأحمدي . تبوك
بقلم / فوزي محمد الأحمدي

نظام المقررات والحقائق الغائبة !!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/255433/
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
3 pings