ينجلي لَبْس السراب عندما يكون بقربك معلما..
معلما يحمل هم الأمة .. يحمل هم المستقبل الذي يؤول إليه كل متعلم.
جميعنا يطرح ثقته في المعلم، فلو لم يكن كذلك لوجدنا عددا ليس باليسير من أبنائنا قابعون في منازل آبائهم، تائهون في شوارع وأزقة المدن والقرى، روادا للزيغ والضلال.
أما وقد عرف الوالدان حقيقة المعلم، وأهميته، وعظم رسالته، فإنهما يستودعانه فلذة كبديهما.
ذلك المعلم الأمين .. الثقة .. القدوة ..
ترى..
لماذا تتكرر الكلمات: معلم .. رسول .. مربي .. أمين ...إلخ
أليست تلك الكلمات تزهو بسمو يعانق الرسالات السماوية؟
أليست تلك الكلمات لا تليق إلا بمن يؤدي أمانته على أكمل وجه، وبأسمى خلق؟
إنه المعلم الذي يعلم الأبناء الخير.
إنه القدوة في عمله وسلوكه داخل المدرسة وخارجها،
إنه من إن تسمع ما يقال عنه حسبته نبي مصطفى،
كيف لا .. وهو من يؤدي مهام الرسل،
هو من يصطبغ أبناؤه الطلاب بصبغته كقدوة ومثالا يحتذى.
عجبا لمن ينتقص حقه وقدره!
أليس من يفعل ذلك إنما هو ُيعد ابنه لنقص قادم لا محالة؟
المعلم ضوء يلتهب، وهج نوره يبلغ الآفاق، ويدوم دهورا.
المعلم بخور يحترق، شذى عطره يفوح في كافة الأرجاء.
المعلم صوت يدوي، نغم لحنه يشنف الآذان في كل جسد.
القول في معلم هذه بعض سماته وصفاته، سيؤدي إلى تعليم نوعي منقطع النظير.
إن أبناءنا ينتظرون معلما ذا كفاءة وحصافة وحسن خلق، يبحر بهم في بحر متلاطم الأمواج إلى بر الأمان،
معلم يعلم حاجاتهم ويدعم إبداعاتهم ويرتقي بهم إلى قمم تترا.
ذلك المعلم الجدير الخبير الذي نرى مستقبل الأوطان من خلاله.
إننا نرى اليوم في طلابنا من أبناء هذا الوطن العزيز وغيرهم رؤية ٢٠٣٠، الذين هم عمادها ومعلمهم صانعها، وأميرهم عرابها.
كم نتوق إلى منصات التتويج العالمية التي نعدها نتيجة حتمية لكل ما يقدم في مدارسنا، نعم إنها المؤشر الحقيقي لجودة التعليم في هذه البلاد وفي غيرها من بلدان العالم،
ولعل أهم هذه المنصات من يتربع على عرشها الأوائل في ترتيب جودة التعليم على مستوى العالم.
أسئلة يجب طرحها.. أين نحن من ذلك؟
ماذا يجب علينا فعله لنحقق ذلك؟
متى سنصل إلى ذلك بما يحقق الطموح؟
ألم يأن لنا التدبر برهة! ليتسنى لنا بعدها الإدلاء بدلائنا لتحقيق الأهداف الكبرى والرؤية العامة لما يعمله كل معلم، وما يؤول إليه عمله.
إننا يا سادة مسؤولون عن مستقبل التعلم والتعليم في بلادنا بكافة شرائحنا وأطيافنا وجنسياتنا.
وقد أدركت بأن المعلم ... رسول يحمل هم الأمة، ومسؤولية النشء، ومستقبل الوطن.
هنيئا لك هذا السمو أيها المعلم..
معان بإذن الله لأداء الأمانة أيها المعلم ..
أيها المعلم .. عذرا لم أوفيك حقك.
أيها المعلم .. أكمل المسيرة فالآمال يسيرة.
الكاتب: وليدمحمد إسماعيل حسن